الجزائر - A la une


وقفة مع النفس
إن طلب المغفرة والصفح عن الذنوب من الله سبحانه وتعالى بالاستغفار، يكون مقرونا بترك المعصية والندم على فعلها، والعزم على عدم العودة إليها، وإعادة الحقوق لأصحابها معنوية كانت أم مادية، وفي الاستغفار تتجلى العبودية الحقة للهسبحانه وتعالى، في أبهى صورها، بل هو صفة ملازمة لها، وللاستغفار ثمار عظيمة، ومراتب عالية منها نيل بركات السماء، كالغيث الذي ينزل لتخرج به بركات الأرض لقوله تعالى « فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا» ومن ثماره أيضا سعة الرزق وتنوع مصادره، وتعدد أشكاله، الطمأنينة وراحة الضمير، وسكينة النفس، وهي أهم صفات للأمن الذاتي والنفسي، بل ويتعدى أثره ليطال المجتمع بأسره، تقليل منابع المعصية والجريمة، ذلك أن الذي يحرص على التوبة والاستغفار، يحرص على مراقبة سلوكه خشية الوقوع في شباك المعاصي مرة أخرى .المستغفر يستحق عون الله ومدده وتأييده، كنتيجة ملازمة وثمرة للاستغفار، وبه يتم تجديد الهمة وقوة النشاط، لتكون نفس الإنسان على موعد مع محطات عمل وسعي دؤوب، كنوع من التكفير عن أثر الذنوب والمعاصي، انتشار المحبة والوئام بين أفراد الأسر والمجتمعات، وهي ثمرة ملازمة لمن هذا شأنهم مع الله سبحانه وتعالى، عموم بركة الزمان والمكان ولتشمل كل نواحي الحياة، الوقوف في وجه المشاكل والتحديات التي تعصف بالمؤمن.الاستقامة في السلوك، نتيجة توفر المراقبة الدائمة لما يصدر عن المستغفر لله من سلوك، استحقاق نصر الله وتمكينه للأمة التي يلتزم أبناؤها بالاستغفار نهجا ثابتا مستمرا وعاما. نيل محبة الله عز وجل، واستحقاق رحمته، والفوز بجنته، تحقيق معنى العبودية لله سبحانه في أبهى صورها، ففيه معنى مطلق التذلل والخضوع للخالق البارئ، مقرونا بتمام الحب له سبحانه.والاستغفار هو نهج الأنبياء بشكل عام، ونهج نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بشكل خاص، فرغم أنه غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، إلا أنه يوجهنا إلى ضرورة الاستغفار، والتوبة والإنابة إلى الله سبحانه، وقد ضرب لنا المثل بنفسه حيث قال: «يا أيها الناس توبوا إلى اللهِ فإني أتوب في اليومِ إليه مئةَ مرةٍ» فإذا كان صلى الله عليه وسلم وقد غفرت له ذنوبه حريص على الاستغفار، فنحن أولى بالاستغفار، كيف لا ونحن نتفنن في ألوان المعاصي وأشكالها، ونتسابق في فعلها، فعدم قيامنا بهذه الخصلة سيكون حتما مصدر ضنك وشقاء دائم لنا فضلا عن استحقاق غضب الله وعقابه، نسأله أن يجعلنا وإياكم من المستغفرين.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)