الجزائر - A la une

أوصلني المال إلى أسوإ الأحوال مع إخوتي!



أوصلني المال إلى أسوإ الأحوال مع إخوتي!
تحية طيّبة وبعد: سيّدتي نور، لأنك في مقام الأخت والأم، أسألك العون والمساعدة، وقد ضربت لنا المثل في كيفية الصمود وتحدّي تقلبات الدنيا، من خلال التشبت برحمة الله، وأن نجعله حسبنا في كل خطوة.أنا رجل في الأربعين من العمر، مستقر في عملي، أشغل منصبا قياديا في إحدى مؤسسات الدولة، أب لخمسة أبناء، وزوجتي ماكثة في البيت، أحوالي مستقرة ولله الحمد والمنة، بار بوالدي وأمي، وقد اقتطعت من الدخل الشهري مبلغا لهما لكي أعينهما، وقد ذكرت ذلك ليس من باب المّن، ولكن لأوضّح لك الصورة، لأن هذا المال فرّقني عن إخوتي وخلق بيننا نوعا من الشقاق، والسبب ما يلي :أولا، يهمني كثيرا السهر على راحة والدّي، فعزمت ألا أتركهما في حاجة إلى أيّ كان، وآخر ما فعلت، أن وفّقني الله، فقمت بإرسالهما إلى بيته الحرام على نفقتي، من أجل أداء مناسك العمرة، مما جعل إخوتي يأولون تصرفي ويدّعون أنني فعلت ذلك لكي أتباهى أمام الناس، ومن جهة أخرى، كلّ منهم أصبح يطلب مني المال وكأنني ثري وهم فقراء، ويشهد الله أني أعيش الاكتفاء فقط، نعم أتقاضى أجرا معتبرا، ولكن متطلبات الحياة والمصاريف اليومية، تجعلني أعيش الوسطية، وبالكاد أدخر الشيء القليل، يعني ذلك أن أولادي أولى بهذا المال البسيط، بالرغم من ذلك فأنا أتذكر إخوتي وأولادهم بالهدايا في مناسباتهم الخاصة، ولا أنقطع عن زيارتهم، لكنهم لا يتفهمون الأمر، لقد أعلنوا ضدي القطيعة وأشاعوا لكل الناس بأنني أنعم في الرخاء في الوقت الذي يعانون فيه الفقر والعوز، فكيف أتصرف معهم؟، علما أنني أصغرهم.عبد الرحمان/ الوسطالرد:أسأل الله أن يرزقك من فضله، وأن يزيدك تقوى وبرا بوالديك أما بعد: حاول أن تُحسّن علاقاتك بإخوانك، ولا تجعل المال سببا لقطع الأرحام، ولا تدع الفرصة للشيطان كي يزرع بينكم الشحناء والبغضاء.سيدي الفاضل، يغدو المال فتنة في بعض الأحيان، إذا لم يحسن صاحبه استعماله، على قلته أو وفرته، وفي هذه الظروف أنت محل امتحان، فكن من الذين يُكرمون واجعل لك فضلا على إخوانك مادام يهمهم ذلك، ليس بالمال فقط، حتى بالكلام الطيب والخلق الحسن، كن سبّاقا للخير وتحمّل منهم هذا الجفاء، عليك بالدعاء المستمر لهم بالهداية، وأن يصلح الله شأنهم، ولا تنسى أن بر الوالدين سيشفع لك في الدنيا قبل الآخرة ولن تكون من المحرومين أبدا.إن المؤمن الحق، من يتحلى بالصبر ويدفع عنه السية بالحسنة، ويحاول الإحسان لمن أساء إليه من الناس، فما بالك بالإخوة الذين افترش معهم نفس الرحم ورضع وإياهم نفس اللبن، فإذا أحسنت إليهم رغم الإساءة، ستنال سعادة الدارين، فالدين المعاملة وحسن معاملتك سيغيرهم إلى الأحسن، وإياك والتذمر منهم، اسأل الله أن يؤلف بين القلوب بالمحبة والتعاون على البر والتقوى. ردت نور
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)