الجزائر

وزير الرياضة… بعيد عن الحقيقة


لا أدري إن كان معالي وزير الشباب والرياضة، محمد حطاب، جادا فيما يقول أم إنها مجرد تصريحات سياسية بعيدة كل البعد عن الحقيقة الميدانية، فعندما أكد في إحدى خرجاته الأخيرة أن الجزائر قادرة على احتضان أي منافسة قارية أو عالمية كلام مبالغ فيه، وكأن معاليه لا يعرف الحقيقة.إذا كان معالي الوزير يقصد أن بلدنا يملك الأموال والأفكار والرجال فهو كلام صادر من مسؤول يعرف كل الإمكانات التي توفرها الجزائر لاحتضان أي منافسة قارية أو دولية، لكن إذا كان يعتقد أن جزائرنا الحبيبة لديها الملاعب والمرافق لاحتضان كأس إفريقيا للأكابر مثلا فهو مخطئ، لأننا لم نستطع إنهاء الملاعب التي كان من المفروض أن تكتمل فيها الأشغال منذ سنوات، فهي لا تزال قيد الأشغال للبعض ومتوقفة للبعض الآخر، ولا أحد من المسؤولين تدخل لإنهاء هذه المشاريع التي طال انتظارها، وجعلت الجميع يتأكد أن الملاعب التي نملكها لا تتوفر على المقاييس والشروط اللازمة لاحتضان منافسة قارية أو دولية.
عندما يقول وزير الشباب والرياضة في ندوة صحفية عقدها الأسبوع الماضي، بقاعة الندوات التابعة لملعب 5 جويلية الأولمبي، خلال اليوم التحسيسي حول مكافحة الخمول البدني، إن الجزائر قادرة على احتضان كأس العالم بمفردها دون أن تتشارك مع أحد أو تسول أي "كان"، تصريح مبالغ فيه، أو أن المسؤول الأول عن الرياضة في الجزائر لم يطلع على دفتر الشروط الذي تفرضه "الفيفا" على البلدان الراغبة في احتضان منافسة بحجم كأس العالم، فحين نعود إلى ما يدور في بطولتنا المحترفة من عنف ورشوة مثلما كشفت عنه ال"بي بي سي" و"فرانس فوتبول"، ويعلمه العام والخاص في الجزائر، ندرك أننا بعيدون كل البعد عن احتضان منافسة بحجم كأس العام.
معالي وزير الشباب والرياضة يملك تقارير أسبوعية عما يحدث في رياضتنا، وخاصة كرة القدم، فعندما لا نجد ملعبا كبيرا لإجراء لقاء كروي محلي أو قاري، وعندما لا نستطيع التحكم في ظاهرة العنف التي اجتاحت ملاعبنا رغم الأيام التحسيسية التي تقام بعد كل فاجعة كروية، لا يحق لنا أن نغالط الرأي العام، ولا يمكن أن نؤكد أننا نملك مقومات نجاح أي منافسة قارية.
سيدي الوزير، عندما تسلمتم حقيبة وزارة الشباب والرياضة واجهتكم قنابل موقوتة، لست طرفا فيها، وستغادر يوما منصبك في هذا القطاع ويأتي وزير آخر سيجد هذه المشاكل التي عجزنا عن حلها، لأسباب قد تكون موضوعية، فلا أرى جدوى التصريح بأنه بإمكاننا استضافة منافسة قارية أو عالمية، والذي يملك ذلك سواء من جيراننا أم أي بلد آخر، علينا بتدعيمه وفق السياسة المنتهجة من الدولة الجزائرية.
حين أكد الوزير حطاب أن تنظيم كأس إفريقيا ليس من أولوياتنا حاليا، هناك العديد من الاعتبارات تجعلنا لا نتقدم، وهذا لا يعني أننا غير قادرين على احتضان الدورة، بالعكس نحن لدينا الملاعب والمنشآت الرياضية اللازمة… أريد فقد أن أعلم الوزير أن الجزائر لا يمكنها احتضان هذه المنافسة إلى غاية 2025، لأن الكاميرون وكوت ديفوار وغينيا، حجزت رسميا مقعدها لاستضافة الدورات القادمة، علينا الانتظار قليلا وإنهاء المشاريع المعلقة، مع ضرورة تغيير ذهنياتنا، يومها نصبح البلد الذي بإمكانه صنع المعجزات، مع تغيير الذهنيات، وبعيدا عن كل التكتلات التي تحدث في رياضتنا عموما.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)