هدايا النجاح.. من مصروف الجيب إلى الرحلات السياحية

بقدر ما يشكل نجاح الأبناء في دراستهم أمنية الأولياء ومبتغى كل أب وأم، قد يصير هذا النجاح أيضا لعنة على الأولياء الذين يجدون أنفسهم في حرج تجاه تلبية طلبات أبنائهم الناجحين في مختلف الشهادات، سواء في البكالوريا أوالتعليم المتوسط بل وحتى الابتدائية، حيث صار بعض الأبناء لا يرضون بديلا عن هدايا معتبرة قد تصل إلى حد اشتراط سيارة أورحلة إلى الخارج فضلا عن الأجهزة والألعاب الالكترونية، وقد يجد الأهل أنفسهم مجبرين على تلبية أذواق أبنائهم وطلباتهم مرغمين.الله يرحم زمن مصروف الجيب.. بهذه العبارة أجابتنا سيدة نحج ابنها في البكالوريا واشترط كهدية رحلة سياحية إلى تركيا أو إسبانيا، ومن حسن حظ هذه السيدة أن عم ابنها تاجر ”ترابندو” بين الجزائر ومدريد وبإمكانه مرافقة ابن أخيه في رحلة استجمامية تتقاسم العائلة دفع تكاليفها!.وقد لا تكون باقي العائلات بنفس الحظ، حيث تؤكد هذه السيدة أن زميلات لها في العمل قمن بالاقتراض من أجل تلبية حاجيات أبنائهن الناجحين في البكالوريا، وتراوحت تلك الهدايا بين سيارة ورحلة سياحية وأجهزة الكترونية متطورة!.سيدة أخرى نحج ابنها في الشهادة الابتدائية، فاشترط أن تشتري له لعبة الكترونية ”بياس بي” سعرها يصل إلى 20 ألف دج، وهو مبلغ ليس بالهين، تقول هذه السيدة في حسابات عائلة جزائرية متواضعة تعيش على دخل أولياء لا يتجاوز الأجهزة الشهرية للزوج والزوجة معا حدود 70 ألف دج بكل الالتزامات التي يجب الوفاء بها من الكراء إلى فواتير الهواتف والماء والكهرباء والغاز وأشياء أخرى.. صارت هدايا الأبناء الناجحين في الامتحانات تشكل هاجسا يؤرق الأولياء وطوارئ في بيوت الأهل، منذ أن صار النجاح في أي شهادة مناسبة تستدعي وليمة وعزائم تقام لها الأفراح في القاعات ويدعى إليها الأهل، ولعلها من العادات التي يراها البعض دخيلة على العائلة الجزائرية ولا تعدو أن تكون من قبيل المفاخرة والتبذير ومحاولة صنع الوجاهة الاجتماعية، وبين من يراها عادة فرضها ريتم الحياة العصرية وما علينا سوى مسايرة عصرنا..