الجزائر

نوبل للحروب!؟



نوبل للحروب!؟
بعد باراك أوباما سنة 2009، ها هو اختيار لجنة التحكيم في جائزة نوبل يقع على الاتحاد الأوروبي، وتمنحه جائزة السلام.
ولا أدري مَن مِن حقه استلام الجائزة، كاترين أشتون، أم راسبوسين القائد العام لحلف الناتو الذي خاض حروبا بالوكالة عن الاتحاد الأوروبي وعن أمريكا طوال سنوات الفوضى العربية التي سميت اعتباطا بالربيع العربي.
لأني لا أرى سلاما في ما يقوم به الاتحاد الأوربي في العالم، وكل تصرفاته أملتها حاجة بلدانه لإيجاد حلول لأزماتها المالية التي نهشت جسد بلدانها بدءا من إسبانيا وانتهاء باليونان، مرورا بإيطاليا وفرنسا وألمانيا وغيرها من دوله الغارقة في أزمة مالية خانقة؟!
لا أدري ما الصورة التي وضعتها لجنة التحكيم نصب أعينها وهي تناقش ملفات المرشحين لهذه الجائزة التي فقدت مرة أخرى من مصداقيتها منذ أن تقاسمها الرئيس المصري السابق أنور السادات ومناحيم بيغن سنة 1979!؟ بعدما رضخت مصر للمخطط الصهيوني الأمريكي وباعت فلسطين وكل القضايا العربية.. هل هي صورة أشلاء الشعب الليبي وتدخلات الناتو غير البريئة في ليبيا؟!
أم هي صورة القذافي وهو يعدم هو ونجله من غير محاكمة ويخرج زعماء الاتحاد مهنئين بالنصر المحقق في ليبيا ظاهريا، وباطنيا مهنئين أنفسهم بخزائن قارون التي فتحت أمامهم وهم في أشد الحاجة إلى المال لمجابهة أزمات بلدانهم؟!
صحيح أن الاتحاد الأوروبي الغارق في مشاكله والعاجز عن بناء وحدة تواجه الهيمنة الأمريكية على العالم، وعاجز أيضا عن مجابهة الحرب المستترة التي تخوضها أمريكا ضد دوله لتحول دون بناء هيئة موحدة تكون قطبا ثانيا قد ينافس أمريكا على زعامة العالم. أمريكا التي تعترف بشرعية الاتحاد كقوة إقليمية وما زالت تفضل التعامل مع بلدانه، كل بلد على حدة، في تحد صارخ لهذه الوحدة التي لا تريد لها أن تفتح أمامها منافسة قطبية بعد أن هزمت الاتحاد السابق، الاتحاد السوفياتي.
أم أن لجنة التحكيم تذكرت تلك "الدريهمات" التي تصدق بها الاتحاد على الأنظمة الناجمة عن الربيع العربي في تونس ومصر، وهي مبالغ لا تكفي حتى لبناء مدرسة أو مستشفى، مقابل ما يقدمه الاتحاد من هبات سخية لإسرائيل، مع أن هذه قمعت ربيعها ولم تستجب لانتفاضة شارعها المتأثر السنة الماضية بما حصل في العالم العربي وطالب بإصلاحات.
فهل الجائزة اعتراف أوروبي بما أن نوبل أوروبية، لسياسة الكيل بمكيالين التي يطبقها الاتحاد الذي ما زال يدير ظهره لبلدان الضفة الأخرى من المتوسط وإفريقيا ولم يحدث أن قدم مساعدة ما تساعد هذه البلدان على بناء منظومتها الاقتصادية أو الاجتماعية؟ أم على سياسته القامعة لقوارب الشباب الحراڤ الباحث عن لقمة عيش في أوروبا؟!
فعن أي سلام يجازى الاتحاد؟!
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)