الجزائر - A la une

نقص في التأطير وأغلب الوجبات باردة



نقص في التأطير وأغلب الوجبات باردة
سلطت "المساء" الضوء على واقع تسيير المطاعم المدرسية في الطور الابتدائي بولاية أدرار، عند لقائها مع المهتمين والقريبين ومسؤولي القطاع والمنتخبين وجمعيات أولياء التلاميذ، التي لها علاقة بالتعاطي مع هذا الملف الذي أصبح يطرح فيه أكثر من سؤال من حيث التسيير والوجبات المقدمة، بهدف معرفة الآراء والمواقف.أكد مدير التربية الوطنية لولاية أدرار، أنه يوجد 349 مطعما مدرسيا أغلبها يقدم ل569 ألف تلميذ وجبات باردة، وهذا راجع لعدة أسباب. كما يقوم مفتشو التغذية بالمراقبة الدورية لهذه المطاعم التي تشرف مباشرة على تسييرها المجالس المنتخبة، حسب المرسوم التنفيذي رقم 226/ 16 المؤرخ في 25 أوت، وفي كل مرة نقدم توجيهات حول ضرورة تحسينها لفائدة التلاميذ، لكن بصراحة يقول المدير نسجل وللأسف في كل مرة، تقديم وجبات بعيدة عن المقاييس، أغلبها بقوليات جافة أصبح التلاميذ لا يرغبون في تناولها. كما تقدم وجبات باردة في أغلبية المدارس بسبب غياب مطاعم مدرسية مهيكلة، خاصة في المدارس المنجزة حديثا. وحسب تقارير التفتيش، فإن جل المطاعم المدرسية بالولاية تواجه نقصا كبيرا في اليد العاملة، إلا بعض عمال الشبكة الاجتماعية وغياب طباخين ذوي تكوين مناسب، ولم يسجل أي تسمم غذائي، حيث يستفيد 569839 تلميذا من الإطعام المدرسي عبر الولاية، وتبقي إشكالية تحسين المطاعم قائمة، بالرغم من وجود الوفرة المالية الكافية. أما عن حالة استرجاع تسييرها لفائدة قطاع التربية فهذا يبقي بين أيدي الوزارة، يقول مدير التربية.الشريف بودور رئيس دائرة أدرارأكد رئيس دائرة أدرار، السيد شريف بودور، أن حالة المطاعم المدرسية التي تسير من طرف بلديات كل من تيمي وبودة وبلدية عاصمة الولاية، تعرف عدة نقائص بالرغم من التدخل المتواصل بغية تحسينها، ومن بين أهم النقائص التي تواجهها؛ وجود مدارس ابتدائية منجزة بدون مطاعم مدرسية، حيث أصبحت مجبرة على تقديم وجبات باردة للتلاميذ، قائلا بأنه يسعى إلى تسجيل عمليات في المخططات التنمية المحلية لإنجاز مطاعم جديدة بهدف تطليق المشكل. ومن جهة أخرى، هناك مشكل آخر يتمثل في نقص كبير للعمال. ولم يخف رئيس الدائرة بأن هناك تحايل من طرف بعض مسيري المطاعم المدرسية في تقديم الوجبات من حيث النوعية والكمية، وهذا راجع إلى غياب الضمير المهني، حيث تسجل أنواع جيدة في طلبات التموين، ولكن ما يقدم أمام التلاميذ عكس ذلك، بالرغم من التدخل في كل مرة من أجل تحسينها، لأن الوفرة المالية موجودة وبالشكل الكافي، إذ يوجد على مستوي الدائرة 37 مطعما مدرسيا يستفيد منها 14873 تلميذا، 26 مطعما منها تقدم وجبات باردة وغير كاملة، وهناك مطاعم تقدم قطعة خبز وجبن للتلاميذ عند خروجهم بعيدا، يتناولونها في الهواء الطلق، إما بساحة المدرسة أو خارجها، بالرغم من تدخل وتحذير مفتشي التغذية من هذه الطريقة.حماوي أحمد نائب رئيس بلدية أدرارأكد المنتخب حماوي أحمد أن قرار استعادة تسيير المطاعم المدرسية للمجالس المنتخبة زاد عبئا آخر عليها، خاصة أن المدارس الابتدائية هي ملك لها، وتسهر دوما على صيانتها ونظافتها وترميمها، مع توفير الحراسة وغيرها. مفيدا أن البلدية تعاني من نقص واضح في اليد العاملة ولها مشاغل كبيرة للاستجابة لانشغالات السكان، مما خلق نقصا واضحا في التحكم وتسيير المطاعم المدرسية، خاصة من حيث توفير العمال لأن المجلس المدرسي لا يقدم إلا دراسة مناقصة تموين المدارس بالمواد الغذائية، وجل المطاعم تعاني أيضا من نقص طباخين، ونسعى إلى تسجيل عمليات إنجاز مطاعم بالمدارس التي لا تتوفر عليها، حيث صارت تقدم وجبات باردة لا غير، ومن أجل تطليق النقائص، أضاف المتحدث أنه من الأحسن تحويل تسييرها إلى قطاع التربية الوطنية وتبقى البلديات تقوم بأعمال أخرى مكملة.عبد الرحمان الضب رئيس فيدرالية أولياء التلاميذأكد عبد الرحمان الضب أستاذ ومدير مدرسة سابقا، وحاليا يترأس فيدرالية أولياء التلاميذ بولاية أدرار، أن المطعم المدرسي يعتبر وحدة تربوية لتفعيل وتعليم التلاميذ عدة أمور تربوية وتنظيمية، يسهر عليها طاقم يقدم الإضافة للتلاميذ، لكن الواقع عكس ذلك، كما تعرف جل المطاعم حسبه فوضى سواء من حيث التسيير أو نوعية الوجبات الرديئة المقدمة جراء غياب الخبرة لدى مديري المؤسسات التربوية، أغلبهم جدد، ناهيك عن نقص واضح في اليد العاملة، متسائلا؛ هل يعقل مطاعم تسير بعمال الشبكة الاجتماعية وغياب طباخين ومسير مخزن؟ بل المعضلة الكاملة تقع على رأس المدير وحده، حيث أصبح همه الشاغل المطعم المدرسي بدلا من الاهتمام بالجانب التربوي للتلاميذ. وأضاف المتحدث أن هناك تحايلا واضحا في تقديم الوحدة الغذائية من حيث النوعية والكمية، وما يوجد في الوثائق عكس ما هو في الميدان؛ تلاعب بالمناقصات في غياب رقابة صارمة، خاصة بالنسبة للنوعية،..الوحدة غير كاملة.. لأن ما رصدته الدولة من أموال كاف، لكن التسيير المناسب ناقص لعدة أسباب، وأصبحت جل المطاعم بالولاية تقدم وجبات باردة، بحجة عدم تفضيل التلاميذ تناول الوجبات الساخنة، لأن ما يقدم لا يشجعهم على الأكل، وأنه حان الوقت للتفكير جديا وبناء على دراسة ميدانية في البحث عن وجهة تسيير أخرى مناسبة، منها إنشاء ديوان وطني لتسيير المطاعم المدرسية يلمّ بهذا الملف، لأن البلديات لها أمور أخرى ومشاكل أصبحت عاجزة عن تسيير المطاعم المدرسية والواقع يثبت هذا، يقول محدثنا.جمعية أولياء التلاميذ ببجاية تطالب بدعم أكبر .... مديرو المؤسسات مع تحويل تسيير المطاعم للبلدياتبولاية بجاية، تسهر مختلف المصالح المعنية، خاصة مسؤولو المؤسسات التعليمية، على توفير الوجبة اللازمة طيلة أيام السنة، بالحفاظ على المكونات الأساسية في الوجبة، وهو ما أكده لنا بعض المديرين بالمدارس الابتدائية لبلدية بجاية، مؤكدين أن الوجبة الغذائية المقدمة للتلاميذ تستجيب لكل الشروط اللازمة، حيث يتم التشاور مع المختصين والمسؤولين المحليين للبلدية ومديرية التربية، من أجل تحديدها وفق المعايير التي يستلزمها التلميذ. نسهر على توفير أحسن وجبة من خلال احترام المعايير التي تسنها الوزارة من أجل وضع التلميذ في أحسن الظروف، لمزاولة دراسته وعدم التفكير في أشياء أخرى".وحسب المعلومات التي استقيناها، فإن الوجبة غالبا ما تتكون من المواد الأساسية، على غرار البروتينات، من خلال تقديم وجبة تضم المواد الأساسية وتقدم في أغلب الأحيان ساخنة، بالإضافة إلى البيض، اللحوم البيضاء والحمراء ومختلف أنواع الفواكه، وغيرها من مشتقات الحليب كالجبن والياغورت. أما فيما تعلق بقيمة الوجبة، فإنها تشارك فيها كل من مديرية التربية، البلدية والولاية بنسب مختلفة. فيما يشارك التلاميذ بنسبة رمزية لا تتعدى ثلاثة دنانير.السلطات المحلية مطالبة بدعم الإطعامورغم أن نوعية الوجبة جيدة، مثلما أكد عليه أغلب الأولياء والتلاميذ، إلا أن نسبة الإعانات التي تقدمها مختلف المصالح المعنية تم اعتبارها غير كافية من أجل تقديم الأحسن للتلاميذ، حيث يرى مسؤولو قطاع التربية لولاية بجاية أن السلطات المحلية بإمكانها تقديم إعانات أخرى، من شأنها أن تحسن نوعية الوجبة أكثر وتسمح للتلاميذ بتناولها دون أي إشكال، والحفاظ على صحتهم وعدم التفكير في أشياء أخرى، خاصة على مستوى المدارس الابتدائية، وهو ما تقترحه نفس المصالح في ظل ارتفاع أسعار بعض المواد الأساسية، والتي تستلزم إعادة النظر في قيمة الوجبة وتقديم الأحسن في المستقبل. وتبقى فكرة استرجاع تسيير المطاعم المدرسية من طرف المصالح البلدية أحسن صيغة تسمح بضمان تقديم خدمة أحسن، خاصة في ظل المساعدات التي ستقدمها البلديات لهذا القطاع من أجل التكفل الأحسن بالمؤسسات التعليمية، مثلما هو الشأن بالنسبة للتجهيزات التي تقدمها للمدارس الابتدائية، وتمكينها من تسيير هذا القطاع في أحسن الظروف. وهو موقف بعض المديرين الذين تحدثوا إلينا، معتبرين أن البلديات غالبا ما تتوفر على الأموال من خلال الإعانات التي تقدمها الهيئات المختلفة، والتي تسمح بها الاستجابة لمتطلبات التلاميذ.أعضاء المجلس الشعبي الولائي يطالبون بتخصيص ميزانيات خاصةيلح أعضاء المجلس الشعبي الولائي الذين تحدثنا إليهم، على ضرورة التكفل الأحسن بالإطعام المدرسي الذي يعتبر من بين أولويات المجلس الشعبي الولائي نظرا لأهمية القطاع، حيث اقترحوا تخصيص ميزانيات خاصة من طرف المصالح الولائية والمجالس المنتخبة، على غرار البلديات، من أجل ضمان تقديم خدمات أحسن وتفادي المشاكل، خاصة في ضل الشكاوى التي تتقدم بها يوميا جمعيات أولياء التلاميذ. من جهتهم، أكد بعض رؤساء البلدية على غرار رئيس بلدية تيشي وتوريرت إغيل، أن تدعيم الإطعام المدرسي يعتبر من بين أولويات المجالس الشعبية البلدية.أولياء التلاميذ يطالبون بتحسين الإطعام المدرسيوتبقى مختلف جمعيات أولياء التلاميذ من جهتها تطالب بالتكفل الأحسن بالتلاميذ، من خلال تقديم وجبات أفضل وفي مستوى المعايير التي حددتها الوزارة، مثلما أكده رئيس جمعية أولياء التلاميذ ببوخالفة، قائلا: "رغم التحسن الذي سجلته فيما يخص نوعية الوجبة التي تقدم للتلاميذ، إلا أننا نطالب بضرورة تحسين نوعية الوجبة من خلال تقديم الأفضل مستقبلا، من أجل توفير كل الظروف اللازمة للتلاميذ ومزاولة دراستهم بدون مشاكل"، مضيفا أنه لا تزال هناك بعض المؤسسات التعليمية لا تتوفر على الإطعام، وهو ما جعل الأولياء يطالبون الجهات المعنية بضرورة التكفل بها.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)