الجزائر - A la une

نقائص تنتزع فرحة السكن الجديد



تعدّ بلدية مغنية من بين البلديات بولاية تلمسان التي استفادت من برامج سكنية معتبرة خلال الخمس سنوات الأخيرة، لكن ما لا يعلمه الكثير أن نسبة كبيرة من هذه السكنات وزعت على أصحابها من دون اكتمال الأشغال لاسيما المتعلقة بالتهيئة الخارجية، ما حال دون اكتمال فرحة أصحابها، الذين وجدوا أنفسهم أمام حتمية القبول بالأمر الواقع، حيث الواقع والأيام أكدت لمستفيديها بعد استلامهم لها بأن العيوب والسلبيات طغت على البنايات المستلمة حديثا ، بدليل أن أغلبية الحصص السكنية الموزعة يشتكي أصحابها من نقائص وعيوب بالجملة بما فيها من تم استلامها منذ سنة، ما يطرح علامة استفهام حول الشروط والمقاييس المعتمدة في منح صفقات الإنجاز والمتابعة.وأبرز مثال ما يشهده حي 160 مسكن اجتماعي تساهمي بحي الصنوبر بالجهة الغربية لبلدية مغنية، حيث رغم حداثة هذا الحي الذي تم استلامه منذ سنة في شهر جويلية 2019، غير أن فرحة المستفيدين بسكن طالما انتظروه سرعان ما تحولت إلى جحيم، بعدما تبين أن التهيئة الخارجية للعمارات غير مكتملة، وحسب المستفيدين من هذه الحصة السكنية، والذين معظمهم أساتذة وأطباء، وتجار. وغيرهم من إطارات في مختلف المؤسسات ، غير أن أوضاعهم تزداد تأزما من يوم إلى آخر، وأملهم الوحيد هو التدخل السريع للمسؤولين لوضع حدّ لمختلف المشاكل التي تؤرّقهم.
مشكل الإنارة و الطرق المهترئة يؤرّقان السكان
«الجمهورية» زارت الحي والتقت بساكنيه و وقفت على مختلف المشاكل التي تم طرحها، ويعدّ مشكل انعدام الإنارة العمومية منذ أكثر من 3 أشهر على التوالي أحد المعضلات التي يشكو منها السكان، و ذلك بسبب الظلام الحالك الذي يطبع الشوارع خلال الفترة المسائية والذي يخلق تخوفا كبيرا، وهو ما أصبح يقلق السكان خاصة مع حلول فصل الشتاء، حيث انتقد السكان تجاهل السلطات المحلية لمشكل الإنارة العمومية بالرغم من ارتباطها بأمن و سلامة المواطن و ممتلكاته، ولم تتوقف معاناة سكان حي الصنوبر عند الإنارة العمومية، في ظل وجود أخطار أخرى باتت تشكل هاجسا على حياتهم، أبرزها تدهور الطريق وانتشار الحفر عبر محيط الحي التي تعيق حركة الراجلين والسيارات في نفس الوقت و تشكل هاجسا بالنسبة للأولياء الذين يتخوفون من لعب أبنائهم خارج المنازل لما تشكله من خطر كبير على حياة الأطفال، واستنادا للسكان ، فإن سبب ذلك يعود إلى عدم تهيئته، حيث يعرف انجرافات كبيرة بمجرد سقوط الأمطار، فرغم المبادرات الخاصة التي قام بها سكان الحي حسبهم لترميم أجزاء منه بالحجارة والأتربة، إلا أن ذلك لا يخضع للمعايير التقنية المعمول بها، حيث سرعان ما يعود إلى حالته الكارثية بمجرد زخات المطر الأولى ، أين طالبوا بالمناسبة من المقاولة المكلفة بالمشروع بضرورة إعادة تأهيله خاصة وأنهم مقبلين على فصل الشتاء مما يشكل ذلك خطرا كبيرا على أبنائهم المتمدرسين نتيجة البرك والمستنقعات المائية التي تتشكل، وهذا أيضا أمام غياب الإنارة العمومية.
التهيئة الحضرية منعدمة
التهيئة الحضرية لهذا الحي نقطة أثارها الكثير من مواطني الحي الذين استطلعنا آراءهم، حيث أكدوا أن الحي الجديد الذي لم تمر سنة على ساكنيه من استلام مفاتيحهم يعاني من انعدام التهيئة الحضرية خاصة على مستوى الأرصفة التي تعرف انزلاقات و تصدعات كبيرة وبداية انهيار البعض منها، وأضحت تشكل خطرا كبيرا على الجدار العازل و المطل على حي 160 مسكنا، الأمر الذي يهدّد أمن وسلامة العائلات وخاصة الأطفال الذي يلعبون بالمساحة المحاذية له، بالموازاة مع ذلك ناشد سكان الحي السلطات المحلية بضرورة وضع ممهلات نظرا لما تشكله السيارات التي تعبر الطريق المقابل للحي بسرعة فائقة ، التي أصبحت تشكل خطرا حقيقا على سلامة وحياة أبنائهم.
مساحة مهملة بالحي وكر للجرذان و الأفاعي
في ذات السياق تشكل المساحة المهملة والتي هي على شكل مرتفع تفصل 160 مسكن بالمدرسة الابتدائية لحي مصالي الحاج المعروف سابقا (بالحمري) الشغل الشاغل لسكان الحي، بسبب الأخطار المحدقة بهم لعدم وجود حاجز يجنب السكان الحجارة والأتربة التي تجرفها الأمطار كما حدث حسبهم في الأيام الماضية عندما تساقطت فيها الأمطار والتي كانت مصحوبة بالرياح، كما عاش سكان الحي كابوسا حقيقيا خلال الفترة الأخيرة من هذه المساحة المهملة والتي تزامنت مع فصل الصيف بسبب اجتياح الجرذان وبأحجام كبيرة و الكلاب الضالة والحشرات والأفاعي التي حسبهم تم قتل البعض منها بعد أن حاولت التسلل إلى العمارات مما خلقت هلعا كبيرا في أوساط السكان خاصة الذين يقطنون في الطوابق السفلى من العمارات، و أكبر ضحاياها من الأطفال الذين لم يدركوا بعد معنى العيش والنوم مع هذه الكائنات الخطيرة، و يبقى الآباء هم الأكثر تضررا نفسيا من هذه الكارثة التي تتفاقم يوما بعد يوم بلجوء بعض الشباب والمراهقين إلى السهر في هذه المساحة التي تفصل ما بين حي الصنوبر والمدرسة الابتدائية لحي الحمري سابقا، على حدّ قولهم أنها تحوّلت في الآونة الأخيرة إلى مرتع لبعض الشباب المنحرفين الوافدين إليها سواء نهارا أو ليلا لتعاطيهم مختلف الممنوعات، مضيفين أنه لولا دوريات فرق مصالح الأمن اليومية لحدث ما لا يحمد عقباه من شجارات...وغيرها، كما أنهم يقومون برمي القمامة ، وحتى بعض السكان من خارج الحي يرمون القمامات والأحجار والأتربة...وغيرها في هذا المكان، مما عزّز ذلك تنامي و تكاثر الجرذان والأفاعي و الحشائش الضارة و الأشواك التي نمت فيه بشكل سريع وكثيف وسمحت بتفاقم الأمر، مؤكدين في سياق تصريحهم ل «الجمهورية»، أن هذه المساحة كانت مقترحة كمشروع طريق على عرض ثمانية أمتار والذي يربط كل من حي الحمري وحي عمر المختار مع انجاز به أرصفة وتزيينها بالأشجار، إلا انه لحدّ الآن لم ير النور بعد، الأمر الذي دفع بسكان الحي إلى مطالبة السلطات المحلية و المسؤولين المعنيين بضرورة التدخل العاجل من أجل إيجاد حل لمشكل هذه المساحة المهملة من خلال تحويلها إلى مشروع ذا منفعة عامة لساكنة الحي والأحياء المجاورة كملعب جواري للشباب الذي يفتقده الحي.
مبادرات تهيئة مساحات خضراء باءت
بالفشل بسبب انجراف التربة
من جهة أخرى عرف الحي في الأشهر الأخيرة تهيئة مساحة بالحي كانت مهملة وغير مهيأة، أين تمت تهيئتها وتنظيفها من الأوساخ والقاذورات والأتربة والحجارة المتراكمة والحشائش الضارة و الشوكية التي تنامت فيها بشكل سريع وكثيف، إلى جانب عملية تشجيرها وتحويلها إلى مساحة خضراء من طرف ساكنة الحي الغيورين على البيئة والمهتمين بنظافة واخضرار المحيط، هذه المبادرات استحسنها الكثيرون، غير أن المشكل الذي حال دون إتمام هذه المساحة الخضراء هو مشكل انعدام الحاجز الواقي لها كونها محاذية لمرتفع من الجبل وهذا ما يشكل حسبهم خطرا كبيرا على أبنائهم بسبب انجراف التربة وتساقط الحجارة والأتربة خاصة في فترة تساقط الأمطار أو عند هبوب الرياح، الأمر الذي دفعهم إلى مناشدة السلطات المحلية وديوان الترقية والتسيير العقاري بانجاز جدار واقي لهذه المساحة، خاصة وأنه تم انجاز شطر منه غير أن الشطر الآخر من هذه المساحة لم ينجز بعد، حيث اعتبروا انجازها بالحي بمثابة الترويح على النفس خاصة الأطفال بعدما كان مبرمجا تزويدها بألعاب التسلية.
محلات مغلقة تتحوّل إلى ملجأ للمنحرفين
و قد عبّر مواطنو الحي في تصريح لهم ل «الجمهورية» عن استغرابهم من بقاء محلات تابعة لديوان الترقية والتسيير العقاري مهملة وخارج أي استغلال من طرف المستفيدين، مشيرين في ذات السياق انه لن يقبل أن تبقى مثل هذه المحلات التي خصصت لها الدولة أموالا طائلة وصمة عار لبلدية مغنية، خاصة وان العديد من هذه المحلات بات محل شكاوى المواطنين بالحي وفي الكثير من الأحياء المجاورة بعد أن صارت وكرا للشباب لممارسة الرذيلة بمختلف أنواعها من طرف بعض المنحرفين ، داعين إلى إيجاد حلول عاجلة لها أو تخصيص لها حارس.
و نظرا لكل هذه الظروف المزرية التي يعيشها مواطنو 160 سكنا اجتماعيا تساهميا بحي الصنوبر، فإنهم لم يجدوا بدا من تجديد شكواهم للسلطات المحلية المعنية وعلى رأسها والي الولاية لكي يلتفت إليهم بعين العدل لتنفيذ عدد من المشاريع لتدارك النقائص المسجلة.
«مير» مغنية يعد بحل المشاكل
من جهته رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية مغنية وفي ردّه على هذه الانشغالات أكد ل «الجمهورية»، أنه تنقل رفقة رئيس دائرة مغنية و وقف على مجمل هذه الانشغالات والمشاكل، أين وعدهم بحلها في الآجال القريبة، فبخصوص المساحة المهملة والتي هي على شكل مرتفع تفصل 160 مسكن بالمدرسة الابتدائية لحي مصالي الحاج المعروف سابقا (بالحمري) والتي هي الشغل الشاغل لسكان الحي، أكد بشأنها أنها مساحة ملك للدولة وهي مبرمجة لانجاز مرافق عمومية منها مدرسة ابتدائية، واقتراح آخر مدرسة قرآنية، حيث لم يتم بعد تسجيل هذه العمليات، أما عملية تهيئة وتعبيد الطريق أن هناك تعهد من طرف مدير ديوان الترقية والتسيير العقاري لولاية تلمسان بتسجيل عملية لتزفيته وتجسده خلال الأيام المقبلة.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)