الجزائر

نريد مستشفى 5 نجوم!



نريد مستشفى 5 نجوم!
جاء على صفحة تويتر بتوقيع ساركوزي، أمس، تعليقا على خبر نقل بوتفليقة إلى مستشفى ”فال دوغراس” بباريس، يقول فيه صاحبه ”على الرئيس بوتفليقة أن يدفع فاتورة علاجه لسنة 2005”.
هذا الاستهزاء بدولة بحجم الجزائر، تشحذ فرنسا من خزانتها الاستثمارات والمساعدات، وتمويل الحملات الرئاسية، يجبرنا على أن نطرح من جديد الموضوع الذي سبق وتعرضت له الصحافة الوطنية مرارا، وهو مسألة علاج المسؤولين في الخارج، ومسألة المنظومة الصحية الوطنية بوجه عام؟!
إذ كيف لبلاد مثل الجزائر، وبعد 50 سنة من الاستقلال، لم تتمكن من تحقيق استقلالية في هذا المجال، مع أنها شيدت الآلاف من المستشفيات وكونت عشرات الآلاف من الإطارات الطبية ذات سمعة عالمية؟! فأين هي المشكلة إذن؟ وكيف لم يخطر ببال رئيس من كل الذين اعتلوا سدة الحكم أن يشيدوا مستشفى بمقاس المستشفيات التي يقصدونها للعلاج، وليست الإمكانيات التي تنقصهم، أما الأطباء، فأغلب مستشفيات فرنسا تسير بإطارات جزائرية.
لماذا هذا الإجحاف في حق أنفسهم وفي حق البلاد؟ فبومدين لجأ إلى روسيا لما اشتد به المرض، والشاذلي أيضا كان يتابع علاجه بفرنسا، والمرحوم علي كافي الذي رفض في آخر رحلة له للعلاج أن يقصد فرنسا، لأنها بالنسبة إليه، لا تختلف عن إسرائيل، وافته المنية بمستشفى في سويسرا. ونفس الشيء بالنسبة لباقي الإطارات السامية في الدولة وأفراد عائلاتهم.
كان على الرئيس بوتفليقة - شفاه الله - أن يتخذ قرارا فور عودته من ”فال دوغراس” سنة 2005 ويشيد مستشفى بهذه المعايير حتى لا يضطر للجوء مرة أخرى إلى فرنسا، بعد الضجة الإعلامية التي أثارتها الصحف الفرنسية وقتها، رافضة لجوء الرئيس إلى فرنسا من أجل العلاج، وهو الذي كان رفض التوقيع على معاهدة الصداقة مع الرئيس الأسبق شيراك، خاصة وأن فرنسا لا تتوانى عن كشف السر الطبي، أمام الرأي العام، مثلما حدث مع مرض الرئيس بوتفليقة نفسه.
وإن كانت القضية ليست قضية سر طبي، فالمرض والموت قدر بيد الله، وإنما قضية تحد وكبرياء وعزة بلاد. ثم إن مرض الرئيس هو قضية استراتيجية، ولا يجب أن تسيّر بهذا الشكل.
لا شك أن مبالغ العلاج التي صرفت على الرئيس، بل على كل الرؤساء والمسؤولين الذين قصدوا الخارج وخاصة إلى فرنسا، للعلاج، لو خصصت لبناء مستشفيات لشيدنا بدل المستشفى العشرات، فالكل يعلم أن فاتورة العلاج في الخارج تنافس فاتورة استيراد الأغذية، وفرنسا تحقق من ورائها أرقاما خيالية.
ومع ذلك احتفلنا بنصف قرن على الاستقلال عن فرنسا؟!


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)