الجزائر

نتخبط بين مطرقة الإعلام وسندان الحكومات في فرض الإسلام كدين وكواقع بأوروبا رئيس الجالية الإسلامية بميلانو الإيطالية، عيسى بونقاب ل"الفجر"


نتخبط بين مطرقة الإعلام وسندان الحكومات في فرض الإسلام كدين وكواقع بأوروبا رئيس الجالية الإسلامية بميلانو الإيطالية، عيسى بونقاب ل
نسعى للحوار مع جميع الجهات الدينية والحكومية لكن بحذر
يربط عيسى بونقاب رئيس الجالية الإسلامية بمدينة ميلانو بايطاليا، إشكالية التهجم والإساءة للإسلام بافتقاد المسلمين لثقافة طرح الحوار بين الأديان وكيفية توصيل المعلومة الصحيحة عنه للغرب، لكن يعتقد بأنّ عدم وجود اعتراف مباشر للحكومات الغربية بالدين الإسلامي وما تلعبه بعض وسائل الإعلام ساهم في تأجيج الحملة وشوّه صورة الجاليات المسلمة بأوربا. وعن هذا الموضوع يقول في حوار “الفجر” التي التقته على هامش الملتقى المنظم هذا الأسبوع بالعاصمة حول “الجالية الجزائرية بأوروبا”...
الملاحظ اليوم أنّ الدفاع عن الإسلام أصبح يرتبط بالأحداث التي تسيء إليه ولرموزه؟ ومنها حادثة الرسومات المسيئة للرسول عليه الصلاة والسلام؟.
حقيقة نحن كمسئولين في هذا المجال في قطر ما لا بد أن نعمل بكيفية على تكوين الأولاد وتكوين الناس، حتى لا يكون بطريقة عشوائية، حيث يصدقون ما يزعمه الغرب والمسيئون للإسلام، لذلك لا يجب أن يتم الرد على هؤلاء بالكلام والحديث فقط وإنما بطباعة الكتب التي تتحدث عن سماحة الإسلام، كما يكون بالحوار الفعال وكثرة المحاضرات في هذا الموضوع، بالإضافة إلى نقطة أعتقد بأنها مهمة وهي توصيل المعلومة الصحيحة التي لا يشوبها أي خطأ للمواطن الأوروبي حتى ولو كان مثقفا أو دارسا أو جامعيا أو متخصصا، باعتبار أنّ ثقافته الدينية حول ديننا الحنيف وثقافتنا الواسعة قليلة جدا، كما أنّ معرفته عن الإسلام ترتبط بما يقرأه في الصحف والجرائد ويشاهده ويسمعه عبر القنوات الإعلامية العربية والإسلامية وبما فيها تلك الأجنبية التي تقدم صورة سلبية وخاطئة عن الإسلام والمسلمين على حد السواء، وفي هذا الصدد نحن نتخبط بين عناوين الجرائد وبين طرح الإسلام كدين وكواقع.
تشير إحصائيات نشرتها إحدى الصحف الفرنسية الكبيرة إلى أنّ 76 بالمائة من الفرنسيين الذين يمثلون بشكل عام المواطن الأوربي، يكرهون أو يعادون الإسلام، ما رأيك في هذه الأرقام وهل تعكس حقيقة الوضع بفرنسا وبإيطاليا؟
لا يمكنني الجزم بأنّ هذه الأرقام صحيحة مائة بالمائة وتعكس حقيقة آراء المواطن الأوربي أو الفرنسي، بالنظر إلى أنّ المسالة أولا ليست سهلة نتيجة العلاقة التي تحكم بعض وسائل الإعلام بالسلطات والحكومات على اختلاف توجهاتها، وخلال الفترة الراهنة هناك نوع من العلاقة الوطيدة بين وسائل الإعلام ومصالح الدول في شتى المجالات ومنها المجال الديني، وبالتالي طبعا تحاول بعض الجرائد أن تسوق الرأي العام وفق أغراضها وأجندتها الاديولوجية إلى طريق به تحاملا كبيرا ضد الإسلام والجالية العربية والإسلامية.
على ضوء هذه المعطيات كيف هي حالة التعايش مع المواطنين الأوربيين ببلاد المهجر؟
حقيقة، لا تخفينا هذه الإحصائيات والأرقام، لأننا نعمل في السياق دائما تحقيق التعايش السلمي والصحيح في المجتمع الأوربي والغربي بصفة عامة بدون إحداث أي سوء تفاهم معهم، كما أنّنا نسعى باستمرار للدفاع عن الإسلام ومبادئنا وتقاليدنا وعاداتنا بطريقة عقلانية وثقافية وحضارية وكذا مختلف الأمور التي نعيشها هناك،؟ لذلك اعتقد بانّ ما يروجه الإعلام من صورة خاطئة ومغلوطة عنا وعن ديننا، يخلق لنا حافزا يشجعنا على بذل المزيد من العمل لإبراز حقيقة الإسلام على أنّه ليس دين التطرف والاعتداء كما يشاع عنه من قبل الغرب.
من خلال إقامتك بايطاليا، ونشاطك في حوار الأديان، كيف ترى الحكومة الإيطالية “الإسلام“ هل هو دين معادي لها ولمصالحها أم العكس؟
أعيش في ايطاليا منذ زمن طويل جدا، فبالنسبة لنا فقد دخلنا في حوار بين الأديان ل 8 سنوات ونعمل على التعايش اليوم والمستمر بين المسلمين وغير المسلمين، ومنذ 10 أيام فقط، احتفلنا بمرور 8 سنوات على الحوار، حيث حضرت جميع الديانات في العالم على غرار الإسلام، المسيحية وغيرها، أما فيما يتعلق بالدولة الايطالية فإنّه لحد الساعة لا يوجد اعتراف مباشر منها بخصوص الدين الإسلامي، وهذا هو مسعانا حيث نجتهد للوصول إلى هذه النتيجة التي إن تحققت لتغيرت أمور كثيرة، بالنظر على سبيل المثال المساجد لا تعتبر مساجد بأتّم معنى الكلمة، وإنما نستطيع تسميتها بمصليات فحسب، بسبب غياب ثلة من المهمات والأدوار التي يفترض لن تقوم بها على غرار الجوانب التثقيفية والدعوية والتربوية، إلى جانب نشاطات أخرى تبقى ناقصة. لأنّ القانون لا يسمح لنا بذلك وهذا القرار نابع من عدم وجود اعتراف مباشر من قبل السلطات الإيطالية بالدين الإسلامي.
هل تمنع أو تراقب الحكومة الإيطالية النشاطات الدينية في المساجد مثل الخطب والمحاضرات ؟
الدولة الايطالية لا تمنعها، بل المشكلة تتعلق في الطرح، أي حتى نحن كمسلمين ولا أقول كإسلاميين نفتقد إلى ثقافة طرح الموضوع وكيفية الحوار وغيرها من العناصر التي تندرج في هذا الباب، انطلاقا من عدم استطاعتنا فرض صاحب الحقيقية وتقبل هذه الحقيقة، وهذا حسب اعتقادي كلام غير صحيح البتة، فالمسيحي له حقيقة و اليهودي له كذلك حقيقية والكل مطالب باحترام الطرف الآخر، وبالتالي لا يمكن بأيّ شكل من الإشكال أن تفرض حقيقتك وإنما تتسلّح بطريقة وأسلوب ذكي لطرح الموضوع وحقيقتك وهو الجوهر والأساس الذي نشتغل عليه دوما، من جانب آخر القوانين تسير ببطئ في هذا الجانب وخاصة في ايطاليا، التي يتواجد بها “الفاتيكان “ وهذا الأخير يحتاج منا معاملة خاصة، وبالتالي نسعى للحوار ونتكلم مع جميع الجهات بدون استثناء لكن بشيء من الحذر والعقلانية بغية إبراز صورة الإسلام الصحيحة وتحقيقي مطالب الجاليات المسلمة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)