ميرود محمد مختص في علم النفس

ما تفسيركم لارتفاع نسبة الإجرام في شهر رمضان؟ لابد من التوضيح بأن الإنسان قبل شهر رمضان كان متعودا على نمط معين من الاستهلاك وبعض العادات السلبية مثل التدخين والشمة، وبحلول شهر رمضان يحرّم من ذلك، وبالتالي يصبح سريع الإثارة خاصة في الأيام الأولى من شهر رمضان، مما يؤدي إلى حدوث مناوشات ومشادات تتطور وتصل إلى درجة الاعتداء اللفظي والجسدي، والأخطر من ذلك ارتكاب جرائم مختلفة في لحظة طيش، والسبب الرئيسي في اعتقادي هو التقليل من الاستهلاك ونقص هذه المواد في الجسم خاصة بالنسبة للمدمنين على المخدرات، وبالتالي يؤثر ذلك على سلوكهم في هذا الشهر. وحسب رأيي، فإن أغلب الجرائم تقع في الفترات المسائية أي التي تفصلنا عن موعد الآذان في التجمعات على غرار الأسواق وفي حالات الازدحام، لأن قابلية الفرد للإثارة وعجزه عن التحكم في ذاته يؤدي إلى حدوث مثل هذه الجرائم. والملاحظ أن الفرد في تلك اللحظة يعمد إلى استعمال أي وسيلة، والدليل على ذلك أنه في الأسواق يتم استخدام حجر الميزان وما شابها من الوسائل التي تؤدي إلى إحداث إصابة خطيرة وجروح.
هل تنامي ظاهرة الإجرام في شهر رمضان لها علاقة بالتركيبة الشخصية للإنسان؟
ظاهرة الإجرام في رمضان لا علاقة لها بتركيبة شخصية الانسان في حد ذاتها، لأن أغلب الجرائم المرتكبة في هذا الشهر غير عمدية، لأن القياس بالشخصية يقودنا إلى الحديث عن الإنسان في الأيام العادية، وأقصد بذلك أن الجريمة في رمضان لا تكون عن سبق إصرار وترصد، وإنما تتم بطريقة عفوية لا مبيتة.
هل تعتقدون أن ارتفاع نسبة الجريمة في رمضان له علاقة بالوضع الاجتماعي للفرد؟
لا، لا أعتقد ذلك، لأن -كما قلت سابقا- الإنسان متعود على نمط معين من الاستهلاك الذي يتم تغييره في رمضان، وبالتالي يتولد لديه الاستعداد للإثارة الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى الاعتداء، أحيانا نجد أن شخصا في الأيام العادية يتسم بميزة الهدوء والتعقل، لكن في أيام رمضان يعتدي على شخص، وقد يصل اعتداءه إلى حد ارتكاب جريمة، ما يعني أن الفرد يكتسب في هذه الفترة استعدادا لممارسة العنف رغم أن تعاليم الدين الإسلامي تحث على ضرورة التحكم في النفس، لكن ضعف الوازع الديني يساهم في ذلكئ.