الجزائر - A la une


مصر في حالة حرب؟!
تعيش مصر هذه الأيام، مرحلة شبيهة بتلك التي عاشتها الجزائر سنوات التسعينيات. وقد زاد الإرهابيون تصعيدا لعملهم الاجرامي هذه الأيام مع حلول الذكرى الثانية للإطاحة بحكم مرسي والإخوان، بعد انتفاضة يونيو الشهيرة التي خرج من خلالها الملايين إلى الساحات مطالبين بوضع حد لحكم الإخوان.فبعد العملية الرهيبة التي راح ضحيتها النائب العام منذ يومين، في تفجير استهدف موكبه، عاشت أمس منطقة سيناء معارك حقيقية بين قوات الأمن وداعش، معارك سقط فيها العشرات.العمليات التي تبناها تنظيم أنصار بيت المقدس التي أعلنت ولاءها إلى داعش، حيث تقول تقارير إعلامية إن عناصرها دخلوا بيوت السكان وأخرجوهم منها وهم يحملون الرايات السوداء، تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الإسلام السياسي واحد، سواء كان اسمه الإخوان، أو حماس أو النصرة أو القاعدة، أو اسمه الجيا والأيياس التنظيمين اللذين روعا الجزائريين سنوات التسعينيات، وكلهم يلتقون في هدف واحد مع داعش، سواء لبس أصحابه العباءة وأطلقوا اللحى، أو ارتدوا البدلات وشذبوا لحاهم مثلما يموه الإخوان.فالهدف واحد، فقط منهم من استعجل أمره وأسرع في الإعلان عن حقيقته الإجرامية ومنهم من يحاول إخفاء نواياه بالتمويه، وبالسيطرة خطوة خطوة لكسب المجتمع مثلما يفعل الإخوان في الجزائر.لم يخف يوما إسلاميو مصر نزعتهم إلى العنف، وحتى شعار الإخوان ما زال يحمل سيفين متقاطعين إلى جانب المصحف، دلالة على استعدادهم لاستعمال العنف كلما سنحت الفرصة.داعش والإخوان واحد، وإلا لماذا تبنى هذا التنظيم عملياته الإجرامية عشية ذكرى الإطاحة بمرسي، وتزامنا مع النطق بأحكام الإعدام على عدد من عناصر الإخوان.مهما كانت الأخطاء المقترفة في عهد السيسي وأولها الأحكام بالإعدامات التي دفعت بالإخوان وأنصارهم من التنظيمات الإرهابية إلى تصعيد العنف، فما يجري في مصر الآن خطير ويستلزم الوقوف إلى جانبها ومؤزارتها لمواجهة هذا الإجرام، ويجب التصدي بأي شكل لمثل هذه الهجمات التي ستزيد من الوضع المصري الاجتماعي والأمني وحتى السياسي والاقتصادي تأزما.فالمعركة هناك معركة مصيرية لكل المنطقة، وهذا ما يجعل التنظيمات الإجرامية تركز عملياتها الإرهابية على مصر، لأن انتصارها هناك سيفتح لها الطريق إلى كل البلدان الأخرى، ويعني هذا كل المنطقة العربية، دون استثناء، وهو المشروع العزيز على قلب أردوغان، الذي يحلم ببعث الخلافة على أرض أجداده العثمانيين.مصر اليوم مثل الجزائر أمس، تقود أيضا حربا بالنيابة عن الجميع، وستكون حرب استنزاف طويلة وشاقة؟!


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)