الجزائر

مشاكل متجددة بحلول بالية



يعاني نظام حياتنا اليوم في كل فروعه و وجوهه من انفصام حاد عن الواقع فرغم إدراكه و معرفته أن علاقاته الاجتماعية قد تغيرت بشكل جذري و انتقلت إلى مراحل جديدة تضبطها أدوات العصر الحديث خاصة الرقمية منها التي أنتجت أنماط سلوك و اتصال بل و فلسفة حياة لم نعدها من قبل إلا أن * السيستام * الذي من المفترض أن يضبط إيقاع معيشتنا لا زال يسير بفلسفة انقرضت و يوظف أدوات عصر غزاها الصدأ .فهل يعقل اليوم أن البعض لا زال يعوّل على العائلة بمعناها الأكبر لاحتضان و تنشئة أطفال إحدى أسرها لأن الأب قتل الأم انتقاما بعدما وجد غريبا يدنس فراشه أو أن الزوجة هي من أجهزت على بعلها في لحظة انفجار بعد ضغط هائل من السب و الشتم لسنوات كبيسة .
من هي الجهة الكريمة في العائلة التي ستتطوع و تتحمل مسؤولية تربية هؤلاء الضحايا المفجوعين و الغارقين في كآبة و وحدة يستحيل صبر أغوارها ، فجهة الأب يرون فيهم أطفال فاجرة و خائنة تسببت في إدخال ابنهم السجن و لا يشرفهم أن يحمل هؤلاء لقبهم ، و جهة الأم يرون فيهم صورة أبيهم العنيف القاسي المجرد من الإنسانية الذي نقل لهم جيناته البغيضة ، و النتيجة الحتمية أن الشارع و ما أدراك ما الشارع سيكون عائلتهم الوحيدة .
لسنا مطالبين باختراع العجلة من جديد و إنما فقط انتهاج سياسة اجتماعية مبنية على واقع معطيات و مستجدات اليوم و عليه فإن أبناء الأزواج الذين وقعت بينهم جرائم وصلت بعضها لحد القتل و بطرق بشعة لا بد من إيوائهم في مراكز تنشئة تحت إشراف أخصائيين في علم النفس و التربية و الاجتماع لتفكيك قنابل بداخلهم ستنفجر إن بقينا نسير بالعقلية البالية .
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)