الجزائر

محمد عبد العزيز يستعرض قوته العسكرية ضد النساء والأطفال بمخيم الدورة...



محمد عبد العزيز يستعرض قوته العسكرية ضد النساء والأطفال بمخيم الدورة...
الساعة تشير للرابعة زوالا إلا دقائق، الوضع في مخيم الدورة شمال ولاية العيون شرق مدينة التندوف ب 14 كلم هاديء، من يومه الأحد 8 يوليوز، حيث درجة الحرارة تفوق في تلك الساعة 52 درجة مئوية، ولا تسمع ما عدا حركات بعض الشياه التائهة تبحث لنفسا عن ظل في حرمة الخيام او منازل الطوب المتناثرة وسط المخيم...
الصمت يتالم، الكل في وضعية القيلولة، من لم يستطع النوم فهو على الأقل ممدد، على فراش خفيف وبقرب راسه بطاكة مجلدة من 5 لترات يصب منها في الجيرة لرد العطش وربما يدفعه ذلك لتبليل اللثام او الملحفة للتخفيف من لهيب الحرارة ورياح إريفي التي لا ترحم، فالخيام مفتحة والمنازل الطوبية كل نوافذها وابابها مشرعة بحثا عن نسيم قليل لا وجود له في ذلك الوقت من النهار في شهر يوليوز بارض لحمادا القاحلة، وكلما شرب الإنسان كل ما زاد عطشا، وكلما افرغ جسمه لترات من العرق تتحول بعد لأي كوسيلة لتبريد الجسد المنهك تحت وطأة لهيب لحمادا الذي لا يرحم...
سكان المخيم، هم من المواطنين الضعفاء الأبرياء، من عائلات المقاتلين وضحايا الحرب وعائلات وابناء الشهداء الذين قضو خلال سنوات الحرب الست عشرة، والذين لا حول لهم ولا قوة لشراء طاقات كبيرة وبطاريات قوية او محرك كهربائي صغير لتشغيل مكيف صغير لو قدروا عليه يخفف عنهم من هذه جهنم التي لا تطاق... اما عائلات القيادة وحاشيتهم، فمن منهم ليس في إسبانيا وشواطيء المدن الجزائرية اومدينة انواذيبو الموريتانية، فلديهم منزل فخم او فيلا بالتندوف فيها اكثر من بيت مكيف الهواء، مملوك لهم...
في تلك الساعة من النهار لا يسمع شيئا فالصمت يتألم، والهدوء هو المسيطر تحت لهيب اشعة شمس لا ترحم... فجأة دوت الإنفجارات والطلقات النارية واشتعلت نيران البنزين، وهرع الكثير من المواطنين خوفا من ان يكون هجوما إرهابيا يستهدف حرق خيام المخيم، المسقية بالشمع والتي لما تشتعل لا يمكن إطفاؤها وقد تنتقل النار لجارتها ويشتعل المخيم بالكامل، خصوصا وان معظم اسطح البيوت الطوبية مغطاة بالزنك، وفوقه رول الخيام للتخفيف من حرارته... ولكن لما مرت فترة المفاجأة، كانت الصدمة قوية فالهجوم كان من طرف قوى الأمن الخاصة التابعة للرئاسة، في حماية وحراسة الرئيس وحاشيته، تتكون من اكثر من ستين فردا كلهم مقنعون، واكثر من 12 سيارة عسكرية من نوع طيوطا، وتركز الهجوم على الناحية الشمالية الغربية من حي 4 حيث تسكن عائلة اخليل ولد بلقاسم الذي تم إعتقاله من بادية شمال امهيريز خلال اجواء مسرحية المؤتمر الأخير للقيادة، والذي سبق له اكثر من مرة التخلص من قيوده والإفلات من سجانيه، زيادة على محاصرة تامة للدائرة تمنع الدخول إليها او الخروج منها، وقد واجه افراد عائلة المبحوث عنه قوات الرئاسة مواجهة قوية تم فيها إستخدام الحجارة والأعمدة واوتاد الخيام الحديدية وقارورات الغاز الصغيرة، واواني الطهي المختلفة خصوصا ما خف وزنه وقوي مفعوله من الأواني الحديدية، ولقد إستطاع اقارب وأصدقاء المعني إرجاع القوة المهاجمة على اعقابها، وقد اخبرنا شاهد عيان، ان بعض النساء ينكتون على قوة الرئيس المهاجمة، قائلين: يظهر ان الرئيس وقواته اخطؤوا الطريق، فالربط لا يوجد غرب التندوف...
وقد خلف هذا الهجوم غضبا وإستياءا شديدين، لدى سكان الحي المهاجم والدائرة وحتى الدوائر المجاورة، بسبب الطريقة الوحشية التي تم بها، وما خلفه من هلع ذعر وإرتباك وسط الأطفال والنساء الذين يستمعون للرصاص والقنابل لأول مرة في حياتهم، زيادة على الحرارة القاتلة التي زادتها عنترية قوات محمد عبد العزيز ضد النساء والأطفال بالمخيمات، فلا قرت اعين الجبناء، فعندما تموت الأسود تتأسد الذئاب، وإنا لله وإنا إليه راجعون...
بطل واحد هو الشعب وزعيم واحد هو الشهيد.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)