الجزائر

محكوم عليهم بالإعدام ببلعباس يتذكرون لحظة النطق بالحكم و العمليات الفدائية



*بوشري الجيلالي : *تعرضت لأبشع العذاب في زنزانة 50 م تحت الأرض**12 من بين 42 فدائيا بالولاية هم على قيد الحياة و اثنان نُفذ فيهم الحكم

تحصي جمعية المحكوم عليهم بالإعدام بسيدي بلعباس 42 فدائيا ومجاهدا حكم عليهم الاحتلال الفرنسي بالإعدام إبان الثورة التحريرية المباركة من بينهم اثنان نفذ في حقهما هذا الحكم ويتعلق الأمر بعبد القادر بومليك الذي أعدم بالمقصلة في سجن وهران و صقال شعيب الذي أعدم رميا بالرصاص بكناستال( وهران) ما يجعل الولاية تحتل الرتبة الرابعة وطنيا في عدد المحكوم عليهم بالإعدام .واستنادا إلى بوشري الجيلالي رئيس الجمعية فإن هؤلاء جميعهم انتقلوا إلى الرفيق الأعلى في السنين الأخيرة ولم يبق منهم على قيد الحياة سوى 12 شخصا جلهم مقعدون في منازلهم إما بسبب المرض الذي ألم بهم أو نظرا لكبر سنهم ما يجعلهم عاجزين عن المشي والتنقل وهم حلوش قدور من بلدية العمارنة و التيجيني محمود من رأس الماء و فراجي محمد من تيغاليمت و بونوار أحمد من سفيزف وصحراوي قادة من سيدي خالد وشعيب عبد القادر من بن باديس و من عاصمة الولاية نجد كلا من : بومعزة محمد و سي علي براهيم و بلبشير محمد وتومي براهيم وضياف قويدر بالإضافة إلى محدثنا بوشري الجيلالي .
وأكد لنا بأن معظم العمليات الفدائية الجريئة التي خاضها هؤلاء الأبطال أثناء ثورة التحرير كانت تستهدف النسيج العمراني لوسط مدينة سيدي بلعباس الذي يحتله المستوطنون الأوروبيون و بخاصة الحانات التي كان يرتادها أفراد جيش اللفيف الأجنبي بكثرة نظرا لتواجد 4 ثكنات ضخمة تضم الآلاف منهم وكذا مراكز الشرطة ومرافق إدارية وبعض المتاجر.
* ألحقوا بي أمي وأخي وزوجته التي وضعت جنينها داخل السجن
يقول بوشري لقد تعلمت مبادئ النضال وعمري لا يتعدى 12عاما على يد سرحان نعيمي وفرحات و زاد تعلقي بالنضال لما احتككت بأعضاء من جمعية العلماء المسلمين بالحي الشعبي القرابة بينهم ادريس بلحسن وكانت أول عملية فدائية شاركت فيها عندما
وضعت قنبلة بداخل حانة تقع بساحة *بتي فيشي* الأمير عبد القادر حاليا خلفت عددا من الجرحى ينتمون للفيف الأجنبي ثم قمت بالقضاء على امرأة عميلة بحي عبو باستعمال خنجر وثالث عملية استهدفت من خلالها عميلا كان مجاهدا ثم انضم إلى جنود العدو ألقيت عليه قنبلة فجُرح ولم يمت . و واصلت المشاركة في العمليات الفدائية مع رفاقي إلى أن ألقى الاحتلال القبض علي فجأة بواسطة عميل للاستعمار يدعى *بولحية* بعد أن اقتحم منزلي كان ذلك في 1959 ليزج بي في زنزانة بثكنة اللفيف الأجنبي حيث سلط علي كل أنواع التعذيب ليلا ونهارا حيث بقيت بها مدة شهر بدون أكل وشرب وقد ألحقوا بي في الزنزانات أمي وأخي وزوجته التي وضعت جنينها داخل السجن وهو أمر أثر فيّ كثيرا و بعدها حولوني إلى سجن المدينة الجديدة بوهران ثم إلى السجن العسكري بسيدي الهواري و وضعوني في زنزانة تقع تحت الأرض ب 50 م لا تصلها أشعة الشمس . ثم جاء دوري لأحاكم من طرف المحكمة العسكرية بتهمة تنفيذ عمليات فدائية ضد الفرنسيين حيث قضت علي بالحكم بالإعدام ليتم تحويلي إلى سجن بمرسيليا في فرنسا وبعدها إلى معتقل *فادني* المتاخم للحدود الألمانية إلى أن أطلق سراحي في 16 ماي 1962 .عدت إلى الوطن واشتغلت عاملا بسيطا بكل من ثانوية عزة و متوسطتي بلعسري بومدين ومصطفى بلخوجة إلى غاية حصولي على التقاعد. ويخلص الجيلالي في حديثه معنا إلى أن الجمعية التي يرأسها منذ أعوام تسعى إلى رد الاعتبار لهذه الفئة التي لا تزال حسبه تعاني التهميش داعيا السلطات المعنية إلى الاهتمام بها ناصحا في الأخير الشباب الجزائري بوجوب نبذ العنف فالأمور كلها تعالج بأسلوب حضاري,طالبا منهم الحفاظ على وطنهم الغالي فلا وطن لهم سواه.
=========
حلوش قدور: *ضحكت و قلت للقاضي عند النطق بالحكم فرنسا لن تبقى في الجزائر*
يعد حلوش قدور واحدا من بين ال 42 فدائيا البواسل الذين حكم عليهم بالإعدام حيث ناضل ضد الاحتلال الغاشم على مستوى المنطقة الخامسة للولاية الخامسة التاريخية , ذلك أنه انضم إلى خلية الفداء على يد الحاج بن زينب * المانكو* في سن المراهقة حيث تعلم مبادئ النضال ثم اتخذ من منزل عائلته الكائن بدوار لحلالشة على بعد 4 كلم من مدينة سيدي بلعباس مكانا لجمع الذخيرة والمواد التي يتم بها صنع القنابل ثم يأتي بها إلى سيدي بلعباس باتجاه رفاقه في الفداء والنضال منهم صقال شعيب لأجل استغلالها في تفجير الحانات والمتاجر ومراكز الشرطة وغيرها , وبقي على هذا الحال لمدة تقارب 3 سنوات إلى أن اكتشف أمره.
*ندعو السلطات للاهتمام بهذه الفئة
يقول حلوش الذي التقيناه في بيته بدوار لحلاشة وكله فخر واعتزاز بما صنعه المجاهدون والفدائيون إبان الثورة التحريرية المباركة * لما وشي بي للاستعمار الغاشم , قام جنود العدو بمحاصرة منزل عائلتي في حدود منتصف الليل ثم قبضوا علي وزجوا بي في زنزانة بثكنة اللفيف الأجنبي لأمكث بها 30 يوما تحت التعذيب الشديد باستعمال مختلف الوسائل, و بعد ذلك أحلت على المحكمة رفقة كل من صقال شعيب الذي أعدم فيما بعد رميا بالرصاص بكنستال وهران وكذا بن قناديل محمد و بلعباس لالوت لينطق القاضي ب 5 سنوات سجنا و20 سنة نفيا في حقي. فانتابني الضحك إزاء هذا الحكم ثم أجبته بجرأة : مدة النفي هذه لن تنفذ على الإطلاق لأن فرنسا لن تبقى في الجزائر20 سنة. وبعد أيام أعيدت محاكمتي بالمحكمة العسكرية بوهران التي استغرقت 4 أيام ليصدر حكم الإعدام في حقي. بقيت في السجن هناك إلى غاية 1961 ثم حولوني إلى سجن الحراش بالعاصمة إلى غاية 4ماي 1962 أين أطلق سراحي*. وأنهى حديثه معنا بدعوة السلطات إلى الاهتمام بهذه الفئة من المحكوم عليهم بالإعدام التي لا تزال على قيد الحياة خاصة من الجانب الصحي والنفسي.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)