ما يحدث في البلدان العربية هي ثورات مضادة تؤدي إلى التحطيم عبد القادر محمودي أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر في تصريح "للفجر"

كشف عبد القادر محمودي أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر أنّ الحراك الذي يحدث في كل من مصر وسوريا من أجل التغيير قد يتطور إلى نزاعات داخلية وثورات مضادة تهدف إلى التحطيم، معتبرا أنّ الشعوب عملت على تحديد النزاع الداخلي في إطار ما يسمى بالعولمة إلى النزاع الصفري، موضحا أنه إذا اندلعت الثورة في أي بلد عربي لا تكون لا في صالح الحاكم أو المحكوم بل في صالح جهات أخرى، وهذا ما يفسر الاحداث التي تشهدها مصر.وأكد محمودي أن النظم السياسية تفشل حين تُهمّش فيها الحقوق ذات المضمون الاجتماعي مثل العدالة الاجتماعية والمساواة بين البشر، والحرية المنظمة، والديمقراطية الصحيحة.
وكشف الأستاذ محمودي في تصريح خص به ”الفجر” أنّّ الإعلان عن شعارات براقة مثل الحرية السياسية، وحكم الشعب وغيرها من مصطلحات العصر”العولمي” دون أن يقابلها ثقافة ووعي جماهيري بأساليب ممارستها تفشل علي الصعيد الواقعي، بل تؤدي إلي تفريغ تلك الشعارات من مضامينها الإيجابية مما يُحدث خللا في الثقة بين الدولة وأجهزتها والجماهير بفئاتهم المختلفة.
وأكد نفس المتحدث - أنه مع كثافة التغيرات التي يشهدها العالم وسرعة التداول المعلوماتي باستخدام عصر المعلوماتية والثورة الثالثة، وهو ما يعرف بثورة المعرفة، والتي أثارت إشكالية غياب المعنى الشامل والدقيق لكل من المواطنة وحقوق الإنسان، حيث أخذت حرية الرأي والتعبير والتنظيم اهتماما متزيدا من وسائل الإعلام وبعض منظمات المجتمع المدني إلا أنّّ غياب الوعي بالأبعاد الثقافية لحقوق الإنسان لدي المسؤولين عن الفضاء الإعلامي قلّل من فرص انتشار تلك الثقافة بين المواطنين و بالتالي همشت الحقوق الإنسانية الأخرى المتعلقة بالجوانب الاجتماعية والثقافية والحياتية والاقتصادية مثل الصحة والتعليم والمسكن، بالرغم من تزايد الاهتمام بتحسين نوعية الحياة، مما يشير إلى تناقضات واضحة لا يمكن إدراك فحواها.