الرواية الجزائرية لها قامات لكن تعاني التقصير على مستوى الدراسة والنقد الروائي والناقد العراقي سامي البدري يؤكد

قال الروائي والناقد العراقي سامي البدري بأنّ للأدب الجزائري قامات كبيرة لاسيما في مجال الرواية والتي شكلت مع مرور الوقت منعطفا في حقل الإبداع السردي العربي بصفة عامة والسردي الجزائري بشكل خاص، باعتبار الأثر المميز الذي تركته. مشيرا أنّه يتابع كل صغيرة وكبيرة فيما يتعلق بالإنتاج الروائي الجزائري.أكدّ الكاتب العراقي سامي البدري في حديث جمعه ب”الفجر” بأنّ الرواية الجزائرية أو العربية بشكل عام بات لها قامات كبيرة تميزها رغم أنّها فن مستورد يضاف إلى التقصير والتهميش الحاصل لها فيما يخص قلة التقييم والدراسة والإشهار. وأوضح المتحدث أنّ كل هذا يعود إلى قلة النقد وغياب مشروع نقدي عربيا على مستوى النظرية والتطبيق معا، باعتبار أنّه لا يزال على حد تعبيره مجرد مشروع يتخبط بين عدة مدارس غربية أو ما يعرف بالمدارس المستوردة، أو من جهة أخرى بقي متقوقعا في ”شخصانية” التناول الذي لا تحكمه الجدية من حيث جودة النص وإنمّا يخضع لمعايير العلاقات الشخصية. وفي السياق أكد سامي البدري بأن للرواية العربية قامات لكن النقد تخلّف عن إعطائها حقها من التقييم والدراسة والإشهار. متابعا في معرض حديثه ”وأكيد الرواية الجزائرية انسحب عليها ما انسحب عليها من ضريبة هذا التقصير”. بينما يرى بأنّ السبيل للخروج من هذه الإشكالية والأزمة التي تعيق تطور الأدب بمختلف ألوانه هو ضرورة تكثيف الجهود لبناء مشروع نقدي عربي، على مستوى التنظير بهدف التأسيس بشكل حقيقي لمشروع نقدي يستطيع معالجة الإبداع الخاص بالهوية والثقافة والخصوصية العربية.
وفي سياق ذي صلة كشف سامي الكاتب البدري بأنّه يعكف حاليا بشغف على دراسة المبدع واسيني الأعرج قائلا عنه ”واسيني الأعرج لا يغريه فعل السرد إلا بمواجهة المتلقي بذاته عبر سلسلة من مرايا الأسئلة التي تعري الذات من أوهامها وتجعلها في مواجهة حقيقة وضعها الأيقوني المشابه لأيقونة المسيح التي تتصدر مذابح الكنائس”.