الجزائر

ليطلق سراح سجناء الرأي!


ليطلق سراح سجناء الرأي!
قد يكون برنامج ناس السطح، يفتقر إلى الإبداع، وقد يكون فيه ما فيه، خاصة عندما ينعت أشخاصا بأسمائهم وينقل إلى الشاشة ما يتداوله العوام في المقاهي. أما أن يسجن من أجل ذلك مدير القناة، وموظفة بالوزارة لا ذنب لها إلا أنها منحت رخصة تصوير في إطار ما تسمح به وظيفتها، فهذا أمر خطير.فليس مشرفا للجزائر والحكومة سجن مهدي بن عيسى ومن معه، والوضع الاجتماعي يزداد سوءا، والبلاد مقبلة على مرحلة سياسية صعبة، زاد من ترديها مرض الرئيس.شخصيا لا أتفق مع الكثير مما يقال في برنامج ناس السطح، لكن أن يصل الأمر بسجن المسؤول الأول عن القناة، فهذا أمر في غاية الخطورة.وكان على من اتخذ القرار الاكتفاء بتوجيه انتقادات للمشرف على البرنامج، الذي يتابعه الكثيرون، أمام تصحر الحياة الثقافية وتفاهة البرامج الترفيهية التي كثيرا ما تسقط في المحظور. أم أن قرار الحبس الاحتياطي لمدير ”كي بي سي” يراد منه تخويف الآخرين؟!صحيح أن سلال هدد منذ أيام القنوات التي تثير الفتنة، لكن لم يخطر أبدا على بال أحد أن التهديد قد يصل إلى الحبس، وحبس سيدة محترمة في شهر رمضان فضيحة.فالذي فوض لهذه السيدة صلاحية منح التصريحات هو من يتحمل المسؤولية. ثم أين هي سلطة الضبط من كل ما يحدث؟ أليس قرار حبس بن عيسى هو دوس على صلاحيات السلطة؟لماذا لم يوجه الزميل الزواوي بن حمادي إنذارات، أولا للمشرفين على البرنامج وعلى القناة حفاظا على ماء وجه السلطة، وتفاديا للغط الذي نحن في غنى عنه أمام ما تتعرض له الساحة الإعلامية من أزمات، سببها الأول الأزمة المالية التي عصفت بعناوين صحفية مثل ”اليوم” و”الأحداث”، والتي يتجرع صحفيوها اليوم مرارة البطالة والضياع، فمنذ بضعة أشهر لم يتلقوا رواتبهم حتى بالنسبة للفترة التي كانت تصدر خلالها الجريدة، فالأزمة التي يتعرض لها القطاع، دفع ثمنها العشرات من الصحفيين في صمت وفي غياب أي تضامن من أهل المهنة إلا نادرا.فأزمة قطاع الإعلام هي أعمق من توقيف برنامج، وتبعاتها ستدفع ثمنها الجزائر برمتها، وليست قناة أو حصة ترفيهية، كان من المفروض أن يتعلم أصحابها من أخطائهم، فالعقاب لا نفع منه إلا نشر الأحقاد والضغينة!فليطلق سراح السيدة نجاعي وبن عيسى وزميله. ألم نكن نتفاخر بأن الجزائر لم يعد فيها سجناء الرأي!
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)