الجزائر - A la une


كلام عن كلام تبون!
سمعت مثل هذا الكلام قبل اليوم، المتعلق بإبعاد المال عن السياسة، الذي ركز عليه الوزير الأول عبد المجيد تبون، في تدخله أمام البرلمان أثناء المصادقة على مخطط الحكومة.. سمعت كلاما كهذا من أويحيى، وسمعته من الأمين العام للجبهة جمال ولد عباس، الذي قال ”سنقضي على الشكارة” قبل أن تنفجر فضيحة تورط نجله في ”شكاير”.طبعا لا مجال للمقارنة بين الرجلين، لكنني أتحسس من مثل هذه الوعود، لأنني أخاف أن يذهب كلام الرجل في الهواء، فقد تغوّل المال الفاسد في السياسة وفي دواليب الدولة ومن الصعب اجتثاثه منها.ثم كيف يعتمد الرئيس في حملته الانتخابية على تمويل علي حداد والباترونا، ويمنع الآخرين من الاعتماد على تمويل الخواص؟ حلال علينا حرام عليهم؟معادلة من الصعب تحقيقها، خاصة في مثل هذه الظروف، فهل يريد الوزير الأول كسب الأحزاب بتمويل من الخزينة؟ثم ماذا عن تغول المال في الإعلام؟ أليس هو الوجه الآخر للمصيبة، وتأسيس مؤسسات إعلامية شبه خاصة للتأثير على السياسة عن طريق المال العام؟أخاف أن تكون استفاقة الوزير الأول متأخرة، حتى وإن كانت النوايا حسنة. أخاف أيضا أن يكون الإجراء الخاص بحماية الشركات العمومية جاء متأخرا، ولا يعدو أن يكون الإفصاح عنه مجرد رد فعل عن تصريحات زعيم الأرندي ومدير ديوان الرئيس، فعندما تكون عندنا شركات وقتها يمكن أن نتحدث عن الحفاظ عليها، لأنه لم يبق الكثير بعد تفتيت النسيج الصناعي وتوزيعه على الأصدقاء والأهل سنوات التسعينيات، وما تبقى منه هو عالة على ميزانية الدولة أكثر من كونه يقدم إضافة للاقتصاد الوطني.كان على الوزير الأول أن يفرد فقرة في كلمته لجهاز العدالة، الذي منه تأتي كل المصائب، والذي رسب في الحرب على الفساد، في محاكمات صورية لا تردع عن الفساد، مثلما فشل في ملاحقة الرؤوس الكبيرة المتورطة والتي عاد البعض منها إلى مناصب سيادية بدون حياء.لكن تبقى هناك إيجابيتان في موقف المسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي، هما قرار استرجاع الأراضي الفلاحية التي وزعها سلفه على مريديه، وحماية المهاجرين من جنسيات إفريقية الذين لديهم عمل، وتنظيم إقامتهم في بلادنا، وهو قرار جاء في أوانه بعد أن تعالت أصوات عنصرية تطالب بطردهم.كما أن هناك قرارا نصف إيجابي، أخاف أن يكون قد استهدف مصداقية الوزيرة وأفسد انتصارها على الغشاشين، وهو قرار إعادة امتحان البكالوريا للمتأخرين، وإن كان القرار إنسانيا ويعطي فرصة للبعض ممن يكونوا حقا ضحية ظروف قاهرة، إلا أنه مجحف في حق المنضبطين، الذين امتحنوا وهم صيام، بينما سيمتحن بعض ”الكسالى” في الإفطار ويمنحون مدة إضافية للمراجعة والتحضير؟لننتظر!


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)