الجزائر

كان بإمكاننا.. ولكن!؟



كان بإمكاننا.. ولكن!؟
لا شك أن كثيرا من الجزائريين يعضون اليوم على أصابعهم ويقولون لو أنهم فازوا على ألمانيا وكان بإمكانهم ذلك، لكان فريقنا اليوم بطل العالم. نعم لقد كنا على مرمى حجر من التتويج!فألمانيا ليست “خيرا منا” على حد قول الوزير الأول سلال. ولكن ألمانيا بطلة العالم ليس فقط في الكرة، وإنما في كل المجالات. أليست الاقتصاد الأول في أوروبا، وأنجيلا ماركيل امرأة بعشرة رجال.الألمان لم يضعوا نصب أعينهم هدفا أن يصلوا إلى الدور الثاني ويعودون مستكثرين على شعبهم الذي يحرم نفسه من الملايير وتصرف على الفريق الوطني من أجل لحظات فرح للشباب مسدود الأفق. الألمان ذهبوا إلى المونديال ليعودوا بنجمة رابعة على قمصانهم، وبكأس يرفعونها أمام شعوب العالم دليلا على تفوق الإنسان الألماني على الآخرين.لم يقولوها بالطريقة التي قالها هتلر “إن الجنس الآري هو أرقى الأجناس“ وراح يخوض حربا كونية لفرض منطقه على العالم، وإنما قالوها بالكرة، مثلما أظهروا تفوقهم في الصناعات الأخرى، وفي خيارات بلدانهم التعليمية والسياسية، حيث تمكنوا في أقل من نصف قرن من الزمن أن يعيدوا لألمانيا بعد توحيدها ما خسرته في الحرب، وحولوا الهزيمة إلى انتصارات في جميع الميادين وفي الكرة كرمز فقط.الألمان يمارسون الكرة كمهمة وطنية، وكإنجاز يجب إتقانه، ويضعون الخطة ويوفرون الإمكانيات، ويسهرون على الوصول إلى الهدف في صمت، والنتيجة التي وصلوا إليها أمس، بحضور مستشارتهم، هذه السيدة العظيمة، لم تكن وليدة حظ، وإنما كانت نتيجة عمل دؤوب وهدفا وضعه عناصر فريقهم نصب أعينهم وقد بلغوه.أما نحن فقد فزنا أيضا بقدر ما خططنا له، رصفنا الملايير من أجل هدف بلوغ الدور الثاني وقد بلغناه، وكان بإمكاننا مع شيء من الثقة في النفس، ورفع سقف التحدي تحقيق نتيجة أفضل. كان بإمكاننا الفوز على ألمانيا، لكننا لم نكن نرنو إلى الكأس. فنحن الفريق الآتي من إفريقيا المتخلفة والعالم العربي المنهار يمكن أن ننافس أوروبا وأمريكا على الكأس؟! لا أبدا. كان علينا أن نزرع في نفس عناصر الفريق الوطني شيئا من الثقة ومن الاحترام لأنفسهم وإمكانياتهم، وربما لكانت النتيجة مختلفة.نسيت أن أشير إلى أن ثلاثة من الفرق التي بلغت المربع الذهبي، هي لبلدان تترأسها نساء، ألمانيا والبرازيل والأرجنتين، اثنان منهما تقابلا أمس من أجل اللقب.فهل سيعني هذا الأمر شيئا للعرب الذين يعتقدون أن النساء ناقصات عقل ودين، ويحرمونهن من حقهن في المواطنة والانتخاب والتمثيل السياسي، ومنهم من يمنعوهن حتى من قيادة السيارة ويتخذون عليهن مثنى وثلاثا ورباعا؟!هل شاهدوا ميركل وهي تستقبل فريق بلادها الذي أهداها الفرح؟!




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)