الجزائر

كاريـــــــــــــــــــــــculture "العيطة كبيرة والسلعة تحفة عروس" !



تنقل الصحافة العربية هذه الأيام الكثير من الأخبار والتقارير المتعلقة بمواعيد تنظيم "أهم" المعارض العربية للكتاب, ومنها معرض الجزائر الدولي, الذي ستفتتح فعالياته بعد يومين, في التوقيت ذاته لافتتاح فعاليات معرض الشارقة. وبغض النظر عن تداخل المواعيد, يخيّل لمتتبع تلك الأخبار أن هنالك حركية سلسلة للكتاب بين أقطار الوطن العربي, وبأن التبادلات التجارية المتعلقة بصناعة الكتاب عندنا منتعشة, لكن الواقع غير ذلك تماما, وإليكم المثال..  قبل أشهر قليلة, تلّقت الجمارك الجزائريّة على غرار, جمارك الدول العربية المجاورة, رسالة من السلطات التونسيّة, تطالب فيها بمصادرة "صديقنا الجنرال بن علي" ومنعه من الوصول إلى رفوف المكتبات الجزائريّة, وذلك بعد إعادة بعثه من جديد في طبعة جديدة تراهن على كسر الحظر الذي طالها قبل خمس سنوات..   كتاب "صديقنا الجنرال بن علي" للمؤلفين الفرنسيين نيكولا بو وجان بيير توكوا, أثار غضب السلطات التونسية عندما ظهر بالفرنسية, واحتجت على صدوره وطالبت بسحبه من السوق وفق مصادر فرنسية, لكن فرنسا أبلغت الحكومة التونسية عدم امتلاكها سلطات منع الكتاب, إلا أنه يمكن للدولة التونسية مقاضاة الناشر والكاتبين وفق القوانين الفرنسية التي تحمي حقوق الأفراد, لكنها لم تفعل ذلك. أما مصير الترجمة العربية الصادرة عن دار قدمس للنشر والتوزيع/دمشق, فكان مختلفا؛ إذ منع في كل الدول العربية ماعدا لبنان, حيث أعلمت الحكومة اللبنانية السلطات التونسية المحتجة بعدم وجود تقاليد أو قوانين تشريعية تمنحها حق مصادرة أي كتاب, وذلك حسب نقابة الناشرين اللبنانيين.  أما العقاب الأكبر الذي ناله الكتاب فهو امتناع أي صحفي عربي عن الكتابة عنه في أي وسيلة إعلامية حتى كتابة هذه السطور.صحيح, هنالك خيم للكتاب تنصب هنا وهنالك في الوطن العربي, لكن أيّ نوع من الكتب تعرضه ؟ أكيد أن "تحفة العروس" سيحقق للمرة الألف أعلى المبيعات.يكتبه : رشدي رضوان
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)