الجزائر - A la une

قمة "دون قرارات".. اجتماع الجزائر مخيب للآمال في يومه الأول



قمة
هوة الخلاف بين المملكة وإيران واسعة جدا.. لن تقلصها 48 ساعةجاء اليوم الأول من اجتماع الجزائر مخيبا للآمال في ظل اتفاق جميع المشاركين وعلى رأسهم السعودية وإيران أنهم قدموا للجزائر بغرض التشاور فقط وليس لاتخاذ القرارات، لتباشر الجزائر لعب دور الوسيط بين المتنازعين، حيث عبرت إيران عن تمسكها بالعودة إلى مستوى إنتاجها السابق كشرط للتجاوب الإيجابي خلال الاجتماع بالموافقة على تثبيت إنتاج النفط، وهو ما ترجمه تصريح الوزير الأول عبد المالك سلال الذي دعا إلى تجاوز الحساسيات، محذرا من التقلبات الخطيرة لسوق النفط.ألح الوزير الأول، عبد المالك سلال، على ضرورة خروج الفاعلين الرئيسيين المشاركين في الاجتماع الوزاري ال15 الدولي للطاقة باتفاق حول مستويات الإنتاج على نحو يسمح بتقويم مستدام للأسعار، وحذّر بأن الأسواق معرضة في حالة عدم ضبطها لتقلبات خطيرة تهدد ديمومة الصناعة البترولية وتجر الاقتصاد العالمي لمرحلة طويلة من الركود والانكماش.وقال سلال، أمس، في كلمته الافتتاحية لأشغال المنتدى بقصر المؤتمرات بنادي الصنوبر بالعاصمة، إن الوضعية الحالية ليست في صالح أي دولة، ما يفرض تعديل كفتي سوق النفط بين العرض والطلب، وعلى هذا الأساس يجب على أن يعرض المنتجون سلعهم في إطار مستقر يضمن عائدا كافيا لتغطية استثماراتهم وتنشيط النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية، وهو ما يؤمن المستهلكين بالمقابل على المدى المتوسط والبعيد.وقال الوزير الأول إن الجزائر تناضل من أجل سعر عادل ومعقول يسمح بإعادة الاستثمار في سلسلة الطاقة وتثمين الإنتاج بالإضافة إلى تأمين تموين المستهلكين بالمواد الطاقوية الضرورية، مع الحفاظ على استقرار الأسواق، مشيرا إلى أن عنف الصدمة البترولية قلصت موارد الجزائر إلى النصف، قبل أن يستدرك بالقول إنه مع ”ذلك تظل الجزائر تقاوم وتحافظ على مؤشرات اقتصادية مستقرة نسبيا”، وذكر في ذات السياق التوجه إلى تطوير مختلف الموارد الطاقوية الأحفورية والمتجددة في إطار الاستراتيجية الجديدة القائمة على المزاوجة بين الموردين.ودعا عبد المالك سلال ممثلي الدول المشاركة في المنتدى إلى ضرورة التفكير في السبل والوسائل الجديدة لدفع الحوار العالمي حول الطاقة، من خلال المنتدى ال15 الذي تستضيفه الجزائر، الذي اعتبره فرصة سانحة للتشاور وبدء التقارب نحو آفاق شاملة ودائمة، من خلال ضمان انخراط جميع الفاعلين في هذا المسعى.وجدد سلال حرص الجزائر الدائم على إرساء روح حقيقية للحوار والتشاور بين مختلف الفاعلين في مجال الطاقة الجهوي والعالمي، مبرزا أنه هذا المسعى أوضحه رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة منذ 2004.وأضاف في ذات الصدد أنه لم تظهر هذه الحاجة إلى الحوار والتفاهم المتبادل بصفة ملحة أكثر من بداية القرن الحالي الذي يشهد مفارقة عجيبة، موضحا أنه من جهة نجد معرفة كاملة برهانات العالم وتحدياته وسرعة غير مسبوقة في تنقل الأشخاص والمعلومات وقدرات بشرية بلغ تطورها الذروة وفي مقابل ذلك نسجل عجزا محبطا على إفشاء السلام وانتشال شعوب كاملة من البؤس وإعادة بعث الاقتصاد العالمي الذي يواجه صعوبات مزمنة وتشييد بيتنا المشترك كي نتركه في حالة مقبولة لأبنائنا.وتابع قائلا ”في هذا العالم المضطرب والغامض الأفق علينا رفض الاستسلام والنظر إلى المستقبل بتفاؤل واصرار”، مؤكدا أن المنتدى رسالة أمل ستساهم بالتأكيد في دفع مناخ الثقة” لأن الأمر - كما قال - يتعلق باجتماع هام من شأنه توضيح الرؤية ودعم استقرار الأسعار ورفع نمو الاقتصاد العالمي ومن ثم العمل من أجل رفاهية سكان العالم.اجتماع الجزائر يشهد السنة الثالثة من الانكماش والتدهور في أسعار النفطوأبرز سلال أن هذا الاجتماع ينعقد والسوق البترولي يدخل سنة ثالثة من الانكماش والتدهور الكبير للأسعار بسبب اختلال التوازن بين العرض والطلب، مشددا على أن هذا الوضع لا يخدم مصالح أي دولة في العالم.وأكد الوزير الأول، وجوب أن يتمكن المنتجون من عرض سلعهم في إطار مستقر يضمن عائدا كافيا لتغطية استثماراتهم وتنشيط النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية، مضيفا أنه من جهة أخرى سيؤمن المستهلكون تموينهم على المدى المتوسط والبعيد إذا انتهجوا سياسة طاقة واضحة تسمح للمنتجين بتحديد أحسن لاستثماراتهم وتجنب تقلبات سوق غير ناضج.وأشار سلال إلى أن الوضع الحالي للسوق النفطية غير مريح لجميع دول العالم سواء المستهلكين أو المصدرين، ما يستدعي تجاوز جميع الحساسيات والخلافات السياسية.من جهته أكد وزير الطاقة، نور الدين بوطرفة، أن المنتدى الدولي للطاقة يمثل فضاء لتبادل الأفكار والتشاور بين المنتجين والمستهلكين مع السماح للشركات التي تنشط في مجال المحروقات من التعرف على الطاقات التي تتوفر عليها الجزائر وتكوين فكرة شاملة عن إمكانية الشراكة.وأوضح بوطرفة أن الاجتماع يمثل فرصة إضافية للتشاور حول آفاق ضبط السوق البترولية حيث تبقى الجزائر مستعدة للعمل في الاتجاه الذي يتوافق ورأي بقية المنتجين سعيا منها إلى إنعاش أسعار النفط، حيث أكد الوزير في تصريحات سابقة أن السعر المرجعي لسعر نفط يتناسب واقتصاديات كل البلدان المعتمدة النقطية يجب ان يتراوح بين 50 و60 دولار للبرميل وهو ما ستسعى على تجسيده البلدان داخل منظمة أوبك وخارجها.السعودية تراوغ.. جئنا للتشاور فقط لكننا ندعم أي موقف يعيد التوازن للسوقمن جهته أكد وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي، خالد الفالح على هامش المنتدى الدولي للطاقة ال15 بالجزائر أن بلاده تدعم أي موقف يساعد على إعادة التوازن للسوق النفطي، مشيرا إلى وجود تقارب في وجهات النظر بين الدول المنتجة داخل وخارج منظمة أوبك.وأوضح الوزير السعودي، في تصريح صحفي له قبيل افتتاح أشغال الندوة ال15 للمنتدى الدولي للطاقة بالجزائر، أن السعودية تدعم كل موقف يساعد على استقرار أسعار النفط، معربا عن تفاؤله بخصوص إمكانية استعادة توازن السوق، التي تتحسن وضعيتها من يوم لآخر، مشيرا إلى عدة عوامل تبرر هذا التفاؤل ومن بينها التوقعات الايجابية بخصوص ارتفاع حجم استهلاك النفط في الاقتصاد العالمي، وكذا المؤشرات الايجابية الملاحظة في السوق الأمريكية خلال الأسابيع الثلاث الماضية، وحسب الوزير السعودي، فإن الآراء بين المنتجين داخل وخارج منظمة أوبك بدأت تتقارب، وهو ما سيحفز على الحفاظ على استقرار السوق النفطي. وفي رده حول ما إذا كانت المملكة تدعم مقترحات تسعى للحد من وفرة المعروض في السوق، صرح الفالح قائلا: ”رأينا من رأي جميع المنتجين، نحن مع الرأي الذي يجمع جميع المنتجين”، مضيفا ”سنصل إلى هذا الرأي خلال المشاورات”. كما اعتبر وزير الطاقة السعودي، خالد الفالح، أن المحادثات بين المنتجين من أعضاء منظمة ”أوبك” ومن خارجها في الجزائر هذا الأسبوع لا تتعدى كونها ”تشاورية”.ويلقي تعليق الفالح بظلال من الشك على فرص أخذ أي قرار يتعلق بسياسات الإنتاج.كما عبر الوزير عن تفاؤله إزاء سوق النفط والعوامل الأساسية فيه، مضيفا أن السوق يسير في الاتجاه الصحيح ولكن بوتيرة أبطأ من المأمول على مدى الأشهر القليلة الماضية، وأبدى اعتقاده بأن السوق في سبيله لإعادة التوازن ”ولكن الوتيرة أبطأ مما كنا نأمل”.إيران تتمسك بموقفها.. قدمنا للتشاور وشرطنا العودة لمستوى إنتاجنا السابقمن جهته، أكد وزير النفط الإيراني، بيجان نمدار زنغنة، على هامش المنتدى أن بلاده لا تحبذ أن يفضي الاجتماع غير الرسمي لمنظمة ”أوبك” إلى قرار رسمي بشأن تجميد إنتاج المنظمة.وأشار زنغنة إلى أن إيران تفضل أن يقتصر الاجتماع على إجراء مشاورات بين أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط ”أوبك” بخصوص الإنتاج على أن يتم اتخاذ قرار نهائي بهذا الخصوص خلال اجتماع فيينا نهاية شهر نوفمبر المقبل. وأضاف الوزير الإيراني، أن بلاده تسعى لإنتاج 4 ملايين برميل يوميا على المدى القصير أي العودة إلى مستوى الإنتاج لما قبل العقوبات وبالتالي استرجاع حصتها من السوق العالمية والمقدرة ب13 بالمائة. من جانبه، أفاد وكيل وزارة الطاقة بدولة الامارات مطر حامد النيادي، أن اللقاء سيكون فرصة لتبادل الخبرات، وقال إن ”دولة الإمارات قطعت أشواطا كبيرة في الطاقة المتجددة وسجلت رقما عالميا في تكلفة الطاقة الشمسية، ولم يسبق لأي دولة أن حققت كل هذه المصادر”، مؤكدا أن الإمارات من بين الدول التي تتوفر فيها الطاقة الشمسية. وأضاف الوزير الإماراتي أن هذا الاجتماع يسبق الجولة 22 لاجتماع تغير المناخ ويأتي عقب مصادقة العالم على اتفاقية باريس، وكل هذه الاجتماعات تأتي حسبه للحد من تغير المناخ، معتبرا أن الاجتماع فرصة لتبادل وجهات النظر والاستفادة من تجارب الآخرين وعرض تجارب الدول لبرامج الطاقة المتجددة التي قطعت شوطا كبيرا خاصة الطاقة الشمسية. ويعتزم وزراء طاقة منظمة ”أوبك” الاجتماع بعد اختتام المنتدى الدولي للطاقة للتشاور حول وضعية السوق والصيغ التي يمكنها السماح باستعادة توازنه.روسيا تتشاور لرفع أسعار النفط ”دون أجندة محددة”من جهته قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، أمس، إن المشاورات جارية بين بلده وبلدان نفطية أخرى لتحسين أسعار النفط. وصرح نوفاك على هامش منتدى الطاقة الدولي ال15 ”نجري محادثات مع دول منتجة أخرى حول الأسعار”، معتبرا أن هذه المحادثات تعد ”جدا هامة”. إلا أنه أكد أن هذه الجهود يتم القيام بها ”من دون أجندة محددة”. وأضاف الوزير الروسي يقول: ”هذا يعتمد على وضعية السوق”.العراق تدعم كل قرار توافقي لرفع سعر البرميل قال وزير النفط العراقي، جبار اللعيبي، إن موقف بلاده يتماشى مع أفضل آلية مقترحة لضمان توازن استقرار السوق ورفع الأسعار برميل النفط، على الرغم من أنه أشار إلى أن لا يمكن تحديد سعر البرميل في الوقت الحاضر ”لكن هناك مؤشرات يسعى إليها أعضاء منظمة أوبك للوصول إلى حل توافقي خلال هذا المنتدى”.وأوضح المتحدث، خلال مشاركته في المنتدى الدولي ال15 للطاقة المنظم بالجزائر أن هذا الاجتماع هو مهم جدا للبلدان المنتجة للنفط والمستهلكة خاصة وانه يأتي في ظرف اقتصادي عالمي خاص بسبب تراجع أسعار النفط، موضحا أن أهمية هذا المنتدى تكمن في تنظيم اجتماع جانبي لمنظمة ”أوبك” واجتماع تحضيري استشاري يهدف إلى معرفة آراء الوزراء واقتراحات المنتجين من داخل ”أوبك” وخارجها بهدف المحافظة عل استقرار السوق والسعي على تحقيق أسعار النفط في الأسواق النفط.كما وصف الوزير العراقي اجتماع منظمة أوبك بالمهمة جدا، مشيرا إلى أنه اجتماع جانبي تحضيري واستشاري هدفه للتشاور بين أعضاء وزارات طاقة المنظمة بهدف المحافظة على استقرار السوق، مضيفا ”لا يمكن تحديد منحنى الأسعار في الوقت الحاضر لكن هناك مؤشرات يسعى لها أعضاء اوبك قصد التوصل إلى سعر توافقي”.سيغولان روايال مرتاحة لاهتمام الجزائر بالتحول الطاقويأشادت وزيرة البيئة والطاقة والبحر الفرنسية المكلفة بالعلاقات الدولية حول المناخ، سيغولان روايال، بمساهمة الجزائر في التفكير حول التحول الطاقوي. وفي تصريح للصحافة عقب الاستقبال الذي خصها به سلال على هامش المنتدى الدولي حول الطاقة المنظم بالمركز الدولي للمؤتمرات ”عبد اللطيف رحال”، أوضحت روايال ”لقد تحدثنا عن ندوة باريس حول المناخ وشكرت الوزير الأول عبد المالك سلال على التزام الجزائر بإنجاحها ومساهمتها في التفكير حول التحول الطاقوي”. وأضافت روايال أن سلال أكد لها أن الجزائر ستصدق على الاتفاق ”في القريب العاجل” مشيرة إلى أنها ”مرتاحة كثيرا” لأنه ”من الهام جدا تأثير ذلك على القارة الإفريقية بالنظر إلى الدور الذي يمكن أن تعلبه الجزائر في هذا المجال”.من جهة أخرى تراجع سعر النفط في التعاملات الآجلة، أمس، مع تبدد حالة التفاؤل إزاء التوصل لاتفاق يكبح جماح الإنتاج في اجتماع لمنتجي النفط في الجزائر الذي أخفق حتى الآن في أن يفرز أي اتفاق يسهم في تقليص أكبر تخمة في المعروض في تاريخ السوق.ونزل مزيج برنت الخام 80 سنتا إلى 46.55 دولار للبرميل بحلول الساعة 08.51 بتوقيت جرينتش بعد أن حقق مكاسب 1.46 دولار ما يوازي 3.2 في المئة في الجلسة السابقة.وهبط خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 68 سنتا إلى 45.25 دولار للبرميل بعد أن صعد 1.45 دولار ما يعادل 3.3 بالمائة في الجلسة السابقة.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)