الجزائر - A la une

قدور محمصاجي ل “الجزائر نيوز": الاعتماد على مؤرخين فرنسيين وتمجيد خرجاتهم عار علينا



قدور محمصاجي ل “الجزائر نيوز
يرى الباحث في التراث قدور محمصاجي، أن الجزائر بعد خمسين عاما، لم تنجب ما يكفيها من المؤرخين، ويعتبر “عارا" أن نواصل قراءة تاريخنا الثوري من وجهة نظر فرنسية. وعن محمد حربي المؤرخ الجزائري المقيم خارجا، يؤكد محمصاجي أنه مناضل تتكفل بعض الدوائر بإبقائه بعيدا عن الساحة.
بصفتك باحث وكاتب في التراث والثقافة الجزائرية عموما، ما هي ملاحظاتك حول برنامج احتفالات الجزائر بخمسينية الاستقلال لحد الآن؟
أعتقد أن ثمة أشياء كثيرة تنظم هنا وهناك، وفي بعض الأحيان بشكل مكثف لا يحظى بالتغطية اللازمة ولا بالإعلام الضروري الذي يمكّن المواطن بالدرجة الأولى الاستفادة منه. كما نسمع عن تظاهرات لا يعلن عنها بشكل صريح ولا أعرف لماذا.
من بين توجهات الحكومة في هذه المناسبة هي جمع الذاكرة، وقد دعا وزير المجاهدين مؤخرا الفاعلين الحقيقيين في ثورة التحرير إلى الإدلاء بشهاداتهم بأمانة ودقة خاصة في فترة (54 - )56. كما دعا أصحاب الشهادات الصادرة مؤخرا أن يتجنبوا التضخيم والرياء؟
المشكل ليس في حديث هذا أو ذاك، بقدر ما يكمن في القراءة النقدية المصاحبة لهذه المنشورات. صحيح أننا حضرنا صدور مذكرات كثيرة في العشر سنوات الأخيرة، دافع أصحابها إما بمدح الشخص لذاته وإبراز مناقبه، أو لغايات أخرى. ما يزعجني أن هذه المذكرات ليست وثائق موثوق فيها، وأنزعج أكثر عندما لا أجد في الواجهة مؤرخين جزائريين قادرين على تحليل ودراسة الموجود.. أليس عارا أن نعتمد إلى الآن على مؤرخين فرنسيين، نمجد خرجاتهم في كل مرة. لدينا محمد حربي مثلا أسهم كثيرا في قراءة صفحات تاريخ الحركة الوطنية. فهو مؤرخ منحرف يعيش بعيدا عن الجزائر.
ماذا تقصد ب “منحرف"؟
لا أقصد بالكلمة معنى الانحراف السلبي، ربما لم أعبّر عن فكرتي بالكلمة العربية المناسبة، لكن حربي الذي يملك وثائق كثيرة، بحاجة إلى مساعدة مؤرخين جزائريين هنا، وللأسف جامعتنا لا تمنح سوى أساتذة تاريخ وشتان بين المؤرخ ومدرس التاريخ. للأسف، محمد حربي مؤرخ ومناضل ما تزال دوائر ترفضه هنا، رغم ما بحوزته من مادة تاريخية قيمة، نحن بحاجة إليها الآن.. لهذا أقول إن الألسنة لن تتحرر إلا ببلوغ حرية تعبير ملموسة، من شأنها كشف بعض الحقائق المؤكدة.
بالعودة إلى نشاطك الفكري والبحثي، قمت بإعادة نشر أول نصوصك المسرحية التي كتبتها في 1959؟
عنوانها “la dévoilée" أو “الكاشفة"، هي نص نشرته سنة 1959، عند الناشر الفرنسي صديق الجزائر وصاحب دار (سيبر في)، التي طبعت الأعداد الخمسة الأولى لجريدة “المجاهد" في فرنسا. كان عمري ثمانية عشرة عاما عندما ألفت النص المسرحي (1951)، وهو يتحدث عن المرأة الجزائرية ودورها في نهضة البلاد، وضرورة الاهتمام بها تعليما وتربية. مع مرور الوقت رأيت أن النص عميق يحمل بذور الثورة كتب حتى قبل 54. أعتقد أنه نص استشرافي لجزائر المتسقبل آنذاك، وقد قدم للعمل إيمانويل روبلس وتضمن أيضا رسالة من البير كامو وجهه لي. اليوم تعود المسرحية لتطبع من جديد لدى منشورات (بركات) بالجزائر، وقد أضفت إليها نصا لجون بالغري الكاتب الكبير وصديق الجزائر أيضا وهو مؤلف كتاب هام بعنوان “مهبول" (غاليمار 1963) تطرق فيه إلى الحالة الجنونية التي أصبح عليها الجزائري بعد أفعال فرنسا الاستعمارية. علما أنه صديق الكتاب الجزائريين على غرار محمد ديب، كاتب ياسين ومراد بوربون.
ما قد لا يعرفه القارئ أن محمصاجي كتب للأطفال وما زال؟
قدمت للجزائر المستقلة أول قصة للأطفال سنة 1967 بعنوان “ديك الحطاب" التي كانت يجب أن تصدر في 61 عن فرع “هاشيت" بالجزائر، إلا أن مشاكل حالت دون ذلك، وانتظرت تأسيس الشركة الوطنية للكتاب. والآن سيعاد نشرها لدى منشورات “القصبة". كما صدر لي “الطائر الأزرق" عند (بركات) دائما.
مواظب على الكتابة بشكل ملفت والتراث محور اهتمامك الأول؟
- أعتقد أنها الرياضة المحببة لي، طالما يمكننا المساهمة في تنوير الرأي العام، خاصة في المجال الذي أعشقه وهو التراث الجزائري بكل تفاصيله، لأني أؤمن بحاجتنا إلى استرجاع كل ما ضاع منا عبر الزمن والحفاظ على ما تبقى منه، علما أني ألفت “لعبة البوقالة" وآخر عن “القصبة زمان" وسأتبعه بجزئين آخرين أتناول فيه تقاليد الزواج وآخر عن مظهر من مظاهر الحياة الاجتماعية في هذه المدينة القديمة. إهتماماتي متنوعة وبالمناسبة ألفت كتابا يصدر بفرنسا عن قريب، طرحت فيه إشكالية المقروئية في الجزائر بعنوان “ما فائدة الكتاب" وهو مؤلف يضم مساهمات أكثر من كاتب جزائري وناشر يعبرون عن رأيهم في الموضوع. وسمحت لنفسي من جهة أخرى أن أكتب رواية بلغت مراحلها الأخيرة بعنوان “الزوجة الرابعة".
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)