الجزائر

في رحلة وجدانية مع طرب عريق



في رحلة وجدانية مع طرب عريق
تحتفي الجزائر بالموسيقى الأندلسية وتفاخر بها، مثلما يفاخر الغرب بالموسيقى الكلاسيكية التي ترافق المناسبات الكبرى، وتعزف في أبهى القاعات، ويزداد الاحتفاء بهذا الفن العريق القادم من الأندلس في شهر رمضان المبارك.وانطلاقا من ساعات المساء، وقبيل الإفطار تبدأ أصوات أوتار القانون والعود الأندلسيين تعلو على الأصوات في الإذاعات وشاشات التلفاز في أنحاء الجزائر، ليذهب الناس في رحلة وجدانية مع طرب عريق توارثوه عبر قرون طويلة كابرا عن كابر.وفي هذا الوقت، حيث الناس صيام يعلو الشق الصوفي من الطرب الأندلسي الضارب في العراقة، والذي لا يقطعه غير آذان المغرب والصلاة، ثم يعود مرة أخرى ليصاحب الجزائريين على موائد إفطارهم.وفي ساعات المساء وبعد صلاة التراويح، تنتشر في كثير من الأماكن وفي بعض الفنادق العريقة فرق الموسيقى الأندلسية، لتعزف للناس على وقع الشاي الصحراوي (الشاي الأخضر) أعرق الألحان وأكثرها شجنا، المرتبطة في غالبها بالمدائح النبوية التي هي جزء لا يتجزأ من الثقافة والكيان الروحي للجزائر.وعلى مر القرون طور الجزائريون هذه الموسيقى وهذبوا مكوناتها وأوزانها ومقاماتها المكونة من مادة نظمية من الشعر والموشحات والآزجال، والدوبيت، والقوما، مع ما أضيف لها من إضافات لحنية أو نظمية محلية جمعت بينها دائرة النغم والإيقاع، وما استعاروه من نصوص وألحان مشرقية، وتعتبر النوبة أهم قالب في الموسيقى الأندلسية.وتختلف هذه الموسيقى اختلافات لا يعرفها إلا أهلها، فالموسيقى الأندلسية في الجزائر تسمى فن الآلة والطرب الغرناطي في كل من العاصمة وتيبازة وتلمسان ومستغانم، والمألوف في قسنطينة وعنابة وقالمة. ولكن هذه الأصناف كلها بأسمائها المختلفة، والغرناطي والمألوف ترجع إلي أصول واحدة أي الموسيقي الأندلسية التي نشأت في المجتمع الأندلسي.وفي عموم الجزائر نشأت منذ وقت مبكر جمعيات ومدارس كبرى تعتني بهذا الفن الفريد الذي لا تخطئه الأذن، تعزفه مجموعات متمرسة من الموسيقيين الجزائريين الذين توارثوا الصنعة.





سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)