الجزائر

في أول ظهور علني له


في أول ظهور علني له
أعلنت جبهة النصرة، الفرع السوري لتنظيم القاعدة، يوم الخميس، في خطاب مسجل على لسان زعيمها أبو محمد الجولاني، بثته قناة الجزيرة القطرية، فك ارتباطها بتنظيم القاعدة الذي قاتلت تحت رايته منذ 2013. وقال الجولاني، في أول ظهور علني له، إن الاسم الجديد لجماعته سيكون "جبهة فتح الشام"، وشدد على أنّ الجبهة الجديدة "لن تكون لها صلات مع أي أطراف خارجية". وجاءت خطوة الجولاني استجابة لجهات من داخل "النصرة" ومن خارجها، بعدما خلت من قيادات الجيل الأول من تنظيم القاعدة، وبعدما تخلّص الجولاني من جميع معارضي هذه الخطوة بحسب العديد من التقارير، وأبرزها جماعة خراسان بقيادة الكويتي محسن الفضلى، ومن أبرز أعضائها السعودي عبد المحسن الشارخ، بالإضافة إلى أبو فراس السوري، والقيادي أحمد كساب المسالمة، وغيرهم من القادة. وكان الرجل الثاني في قيادة تنظيم القاعدة، أحمد أبو الخير، أعلن سابقا دعمه لمثل هذه الخطوة. وقال أبو الخير، في رسالة وجهها إلى جبهة النصرة قبل ساعات من إعلانها الأخير، "إننا نوَّجه قيادة جبهة النصرة إلى المضي قدمًا بما يحفظ مصلحة الإسلام والمسلمين ويحمي جهاد أهل الشام ونحثهم على اتخاذ الخطوات المناسبة تجاه هذا الأمر". كما أشارت رسالة أبي الخير إلى أن الروابط بين الجبهة والتنظيم "أهم وأعز عندنا من أي رابطة تنظيمية". وعرف عن الجولاني تخبطه في قيادة النصرة، إضافة إلى الفساد التنظيمي. وكانت التقارير تتوالى إلى خراسان حيث قيادة القاعدة تشكو سوء إدارته للجبهة، و"هدر الأموال"، وهذا ما أقر به الجولاني في أحد التسجيلات المسربة.وتعدّ "النصرة" أكبر مجموعة جهادية في سوريا بعد تنظيم داعش. وبرزت في 2012، أي بعد عشرة أشهر من بدء الاحتجاجات في سوريا، التي تحولت إلى نزاع دام بعد تصاعد نفوذ التنظيمات الجهادية. ومع بروز تنظيم الدولة الإسلامية الذي بات يهدد العالم إلى جانب "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" وتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، تراجع نفوذ "النصرة" في السنوات الأخيرة. وتختلف النصرة عن تنظيم داعش في كونها تحالفت مع فصائل إسلامية ومسلحة تقاتل القوات السورية، في حين قاتل تنظيم الدول الإسلامية كل من رفض مبايعته.وفي أفريل 2013، رفضت "النصرة" الاندماج مع داعش وبايعت زعيم القاعدة أيمن الظواهري الذي أعلن في نوفمبر من نفس العام أن النصرة هي الممثل الوحيد لتنظيم القاعدة في سوريا. وفي السياق، قال قائد القيادة الوسطى في الجيش الأمريكي، الجنرال لويد أوستن، أن جبهة النصرة ستظل فرعا لتنظيم القاعدة حتى وإن غيرت اسمها. وجاءت تصريحات أوستن خلال مؤتمر صحفي عقده يوم الخميس، أكد فيه أن بلاده مازالت قلقة من وجود جبهة النصرة بالرغم من التغيير الذي طرأ مؤخراً. وتصنف الولايات المتحدة جبهة النصرة كجماعة إرهابية، وقد استثنيت من اتفاق الهدنة في سوريا الذي أعلن في فبراير الماضي.وكان تنظيم القاعدة أعلن على لسان زعيمه أيمن الظواهري أن جبهة النصرة يمكنها التضحية بصلاتها بالتنظيم إذا كان ذلك لازما للحفاظ على وحدتها ومواصلة المعركة في سوريا.وقال الظواهري في تسجيل مخاطبا جبهة النصرة: "إن أخوة الإسلام التي بيننا هي أقوى من كل الروابط التنظيمية الزائلة والمتحوّلة، وإن وحدتكم واتحادكم وتآلفكم أهم وأعز وأغلى عندنا من أي رابطة تنظيمية، فوحدتكم واتحادكم ووحدة صفكم تعلو فوق الانتماء التنظيمي والحزبي، بل يضحى بلا تردد بتلك الروابط التنظيمية الحزبية إذا تعارضت مع تآلفكم ووحدتكم واصطفافكم في صف واحد كالبنيان المرصوص في مواجهة عدوكم العلماني الطائفي، وتتواطأ معه الحملة الصليبية المعاصرة".يذكر أنّ جبهة النصرة التي تعتبر أحد فروع تنظيم القاعدة في بلاد الشام، انسحبت من جميع مواقعها في منطقة حوض اليرموك في ريف درعا الغربي، جنوب سوريا، دون إصدار بيان رسمي بذلك توضح فيه أسباب انسحابها. وفي غضون ذلك، أعلن أشتون كارتر وزير الدفاع الأمريكي عن فتح جبهة الجنوب السوري لقتال داعش، ما يؤشر إلى أن الجنوب السوري سيكون مسرحا للأحداث خلال الأيام المقبلة.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)