الجزائر

فشل الحملة لا يعنينا!



فشل الحملة لا يعنينا!
لم تجد الأحزاب، بعد أن أصيبت ''حملتها'' بأنفلونزا الخريف القاتلة، سوى البحث عن حجج واهية ''تقنع'' بها الناخب و''تلعب'' قليلا على مشاعره وتوجهه إلى حيث لم يفكر أبدا، فيقول مثلا موسى تواتي بأن ''الصحافة هي سبب جمود الحملة الانتخابية''، التي كانت بدايتها و''أوجها'' شبيها بنهايتها. هل يدرك رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية بأن المواطن ''فقد'' الثقة ويئس تماما من أحزاب أغلبها مصاب بالشيخوخة والبعض الآخر مجهري، ويقل عدد المنخرطين فيها عن عدد المنخرطين في أصغر جمعية ولائية؟
هل يدرك موسى تواتي بأن الانتخابات التشريعية التي جرت في العاشر من ماي رصدت لها ''الشكارة'' ومعها ''الطبلة والزرنة'' من أجل حشد الناخبين، ومع هذا لم تفلح كل هذه ''الخلطة'' في أن ترفع نسبة المصوتين، و''تحمر'' وجه السلطة والأحزاب القديمة والجديدة؟ وهل يعلم موسى تواتي أيضا بأن ''الصحافة لا تعكس سوى الواقع''، وليس من مهمة نساء ورجال الإعلام أن ''يرفعوا'' من حرارة الخطاب الانتخابي ويحشدوا للمترشحين والأحزاب الجماهير العريضة في التجمعات، حتى تنجح الحملة الانتخابية.
إن الأحزاب اليوم، كلها أو أغلبها، أصبحت أشبه بعلب كرتون فارغة، لا تظهر للمواطن ما تحتويه من بضاعة، لكن ذكاء هذا الأخير يكشف له محتواها، إن كان ''ثقيلا'' أو ''خفيفا من وزن الريشة''، بسبب ضعف برامجها وعدم صدقية من أوكلت لهم مهمة تمثيلها.
ألا يحق للناخب الجزائري أن يمارس ''اللعبة الديمقراطية'' كما يشاء، وهو الذي انبهر بالانتخابات الأمريكية التي أعطت للرئيس أوباما ولاية ثانية، والبلد يخرج من ''حداد'' إعصار ''ساندي'' الذي أبكى وأخاف الأمريكيين، لكنه لم يمنعهم من ممارسة حقهم الانتخابي ولو تحت الخيم، لأنه يدرك بأن الفعل الانتخابي حق وواجب وأن صوته محترم، وأن الالتزام والبرامج الحزبية للجمهوريين أو الديمقراطيين ثابتة ولها باع طويل.
قد لا يكون هناك أي مجال للمقارنة بين الانتخابات الأمريكية والانتخابات الجزائرية، لكن علينا اليوم أن ندرك بأن الصحافة في أمريكا تفعل نفس عمل الصحافة الجزائرية، ولو بفارق وهامش من الحرية أكبر وبإمكانيات أحسن، لكن لا أحد في أمريكا أو في بريطانيا اتهم الصحافة بأنها هي سبب ''برودة'' الحملة الانتخابية ونفور الناخبين ولو جرت تحت الصقيع والثلج.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)