الجزائر

''فراق''.. صورة خفية للمجتمع الإيراني حاز على أوسكار أحسن فيلم أجنبي 2011



عُرض، قبل أول أمس، بالمعهد الفرنسي في الجزائر العاصمة، الفيلم الإيراني ''الفراق'' للمخرج اشغر فرهادي، الحائز على عدد كبير من الجوائز العالمية، على غرار جائزة أوسكار لأحسن فيلم أجنبي سنة .2011 لامس فيلم ''فراق''، أهم قضايا المجتمع الإيراني بصفة غير مباشرة، من خلال قصة زوج شاب، تبدأ بطلب الزوجة ''سيمين'' (تؤدي دورها ليلى حاتمي)، الطلاق من زوجها ''نادر'' (بطولة بيمان ماودي)، لأنه رفض أن يهاجر معها بسبب مرض والده المصاب بالزهايمر. ويقدم الفيلم بعيدا عن الأداء الجيد والقوي للممثلين، التفاصيل الدقيقة للحياة اليومية للإيرانيين المليئة بالضغط والصراع الداخلي (النفسي) والخارجي (الاجتماعي). ويحاول ''فراق'' في 114 دقيقة، من خلال قصة الزوجين، أن يستعرض الفروق الاجتماعية التي بدأت تحفر المجتمع الإيراني. فبينما تظهر الطبقة المتعلمة والواعية (يمثلها الزوجان)، التي ترتبط بهذا العصر بكل مقوماته، يقدّم الفيلم الصورة الخفية لمجتمع إيراني تسيّره المعتقدات والأفكار الدينية الموغلة في التراثية والبعيدة عن العصر الحديث، لكن يحذر المخرج وكاتب السيناريو اشغر فرهادي، من أن الطبقة الشعبية تزحف على المجتمع، مزيحة تدريجيا الطبقة المتوسطة التي تقاوم وتحاول أن تحافظ على الرابط مع العالم المتقدم. يعتبر الفيلم محاولة جديدة من السينما الإيرانية لانتقاد الوضع الراهن في إيران، لكن عكس الكثير من المخرجين الذين أظهروا العداء والنقمة على الوضع، فقد استعمل اشغر فرهادي، الكثير من الليونة والذكاء في التعامل مع الواقع، وركز كثيرا على قضية انعدام التواصل بين أفراد المجتمع الإيراني، منطلقا من نموذج أسرة إيرانية، كما قدم صورة مختلفة عن المرأة ودورها في مقاومة الوضع والبحث عن آفاق جديدة، بعيدا عن الصورة النمطية التي حاولت الدوائر الغربية ترويجها حول خضوع المرأة الإيرانية واعتبارها سجينة الرجل.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)