الجزائر

غوركوف ينضمّ إلى قائمة ضحايا روراوة



غوركوف ينضمّ إلى قائمة ضحايا روراوة
انتهت العلاقة بين المدرّب كريستيان غوركوف والاتحادية الجزائرية لكرة القدم، أمس، بصفة رسمية، وأفضى الاجتماع الذي جمع التقني الفرنسي برئيس “الفاف”، إلى الاتفاق على حلّ وسط يقضي بطلاق الطرفين بالتراضي.لم يدم اجتماع روراوة بغوركوف سوى ست عشرة دقيقة بالمركز التقني بسيدي موسى، وهي مدّة كانت كافية لإنهاء علاقة عمل، يُفترض أن “مدة صلاحيتها” تنتهي في جويلية 2018، بموجب العقد المبرم بينهما قبل نحو سنة ونصف، ما يؤكد بأن عدم تمسّك كل طرف بالآخر، مؤشر واضح وصريح بأن “الحرب الباردة” بين الرجلين كانت حقيقية، وبأن كل ما كذبّه رئيس الاتحادية بشأن “تخلّيه” عن المدرّب السابق لنادي لوريون، وإرغامه لهذا الأخير، نهاية نوفمبر الماضي، على نشر بيان مقتضب “يوضّح” فيه بأن ما قاله ل”الخبر” في حوار حصري كان من باب ردّ على مكالمة بلباقة على صحفي، ما هو في الحقيقة سوى رفض من رئيس الاتحادية وقتها أن يظهر “صغيرا” أمام مدرّبه، وبأنه من يضع الشروط هو روراوة نفسه وليس مدرّبه، وهو ما يُفسّر قبول غوركوف قبل أربعة أشهر تأجيل “إعلان الحرب” و”كشف المستور” إلى حين يضمن حقوقه المادية، حين يُقدّر بأن الوقت قد حان للقول علنا بأن “لا تعايش سلمي يُرجى مع روراوة”.ولم يُكلّف رئيس الاتحادية نفسه، أمس، عناء شرح حقيقة الأسباب التي جعلت التقني الفرنسي يغادر سفينة “الخضر” في هذا الوقت بالذات، ويحرم نفسه من مجد محتمل في حال قيادته للمنتخب الجزائري لتسجيل حضوره لثالث مرة على التوالي في نهائيات كأس العالم، خاصة وأن الأمر يتعلّق بمدرّب “براغماتي”، واستخفّ رئيس “الفاف” بالجماهير الرياضية الجزائرية بذلك البيان المقتضب، مثلما استخفّ بهم حين فرضه (غوركوف) عليهم دون العودة أصلا لرأي أعضاء مكتبه الفدرالي، وهي ممارسات أضحت تقليدا وعلامة مسجّلة باسم الرئيس روراوة الذي كتب فصلا جديدا من فصول علاقاته بمدرّبي المنتخب الوطني، لكنه فصل شبيه بسابقيه.وخرج، قبل غوركوف الضحية، المدرّب وحيد حاليلوزيتش على وقع خلاف حادّ بينه وبين روراوة، ولم يشفع تدخل رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، شخصيا، لعدول البوسني عن التمسّك الشديد بالرحيل دون رجعة، وهو الذي دخل المنتخب الوطني بفضله التاريخ في المونديال البرازيلي، بينما لم يصمد الشيخ رابح سعدان، المنتشي بدوره بمشاركة مشرّفة في مونديال جنوب إفريقيا، كثيرا، واضطر لرمي المنشفة أمام الضغوط الغريبة من روراوة نفسه، الذي استعان بين سعدان وحاليلوزيتش بالمدرّب عبد الحق بن شيخة، ومنحه هدية مسمومة، حتى يؤكد للرأي العام الجزائري بأن الجزائر لم تعد قادرة على إنجاب المدرّبين. هواية تعيين وترحيل المدرّبين دون مواجهة الرأي العام بكامل الحقائق التي تلفّ العارضة الفنية ل”الخضر”، وتدوين أسمائهم عنوة في خانة “ضحايا مزاج سيادة الرئيس”، والحرص في كل مناسبة، على تكذيب أخبار صحيحة للإعلام الجزائري حول ممارسات تتبرّأ من الاحتراف في العمل والتعامل، تكشف عن افتقار رئيس الاتحادية لاستراتيجية حقيقية ولأهداف واضحة بشأن هذا المنتخب الذي دخل العالمية من الباب الواسع، وأضحى، بشهادة الجميع، منتخبا قويا بلاعبيه وبإمكاناته، يجعله منتخب تتويجات وليس منتخب انتصارات في مناسبات، ما يدفع إلى التأكيد بأن تعاقب المدرّبين عليه، بالشكل الذي يفرضه مزاج رئيس الاتحادية، يُفقد المنتخب معالمه ويُجرّده من خصوصياته، ويحرمه من أي تقدّم نحو الأمام، ويكبح فيه كل عمل منتظم في إطار الاستقرار، حتى يحقق كل ما يترجّاه الجزائريون من هذا الجيل، ونعني به تسيّد القارة السمراء بالألقاب وتمثيله بانتظام في المونديال.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)