الجزائر - A la une

غامبيا ودرس إفريقي آخر في الديمقراطية!



غامبيا ودرس إفريقي آخر في الديمقراطية!
بعد بوركينا فاسو، التي أعطتنا منذ سنتين درسا في الديمقراطية وفي وعي شعبها، عندما أجبر هذا الشعب الرئيس السابق بليز كامباوري، على التنحي وفتح الطريق أمام الشعب لاختيار رئيسه وحكومته، ها هي غامبيا تعطينا مثالا جميلا آخر، بعد انتخابات رئاسية أنهت فترة حكم رئيس استمر 22 سنة، وخرج من الحكم عبر الصناديق، معترفا بهزيمته بعيدا عن جو الانقلابات الدموية التي طبعت القارة ما بعد نهاية الفترة الاستعمارية.فعندما تكون هناك شعوب منظمة واعية بمصيرها، تقف في وجه الظلم والطغيان وفي وجه التزوير الانتخابي، يكون التحول الديمقراطي ممكنا، وهذا ما يجب أن يكون في إفريقيا التي أنهكتها الانقلابات العسكرية المطبوخة في باريس وعواصم أخرى. فمشاكل القارة كبيرة وخطيرة من بطالة وفقر ومرض وسوء تعليم وحروب وإرهاب، دفعت بالآلاف من أبناء القارة السمراء إلى الهجرة غير الشرعية وقوارب الموت، بحثا عن فرص للعيش، كثيرا ما تنتهي إلى الموت أو إلى المطاردة مثلما يحدث هذه الأيام في الجزائر، حيث تلاحق السلطات المهاجرين غير الشرعيين الأفارقة لإعادتهم من حيث أتوا، وتغلق بذلك أمامهم باب الأمل.ويبدو أن شعوب إفريقيا السمراء فهمت أحسن منا مخاطر المرحلة، وها هي تحاول التحكم في مصيرها بالطرق السلمية، عكس ما يحدث هذه الأيام في ليبيا التي كان زعيمها القذافي، يزعم أنه ملك ملوكها، محاولا تحريرها من أزماتها للنهوض بها، لتكون فضاء اقتصاديا مستقلا عن أوروبا والغرب، لكن لسوء حظه وحظ ليبيا، أراد له الناتو والمشروع الأمريكي في المنطقة نهاية مأساوية وضاعت ليبيا نفسها، وها هي تغرق اليوم في الحروب والفوضى والمجازر. ففي الوقت الذي كان الشعب الغامبي يختار رئيسه بكل وعي عبر الصناديق، كانت العاصمة الليبية طرابلس مسرحا لمعارك دامية أجبرت الليبيين يومي الخميس والجمعة على البقاء في بيوتهم، والأمم المتحدة على توجيه نداء للأطراف المتصارعة للتهدئة.فالأمل يأتي إذاً من إفريقيا، وعلينا أن نلتفت بأنظارنا إلى هذا الاتجاه، بعد أن أدخلتنا الصراعات في المنطقة العربية في نفق مظلم، وأصبحت الديمقراطية في التجارب العربية مرادفا للفساد والفوضى والحروب الطائفية.ليس كل شيء أسود في إفريقيا، فهناك بارقة أمل أن تكون القارة مرجعية ومثالا للديمقراطية!


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)