الجزائر - Fêtes Religieuses


يحتفل أهل تلمسان، مثل غيرهم من المسلمين، بعيد الأضحى في العاشرة من ذي الحجة، من كل سنة ولا تختلف مظاهره عن عيد الفطر إلا فيما يتعلق بالأضحية، فكان الناس يتزينون باللباس الجديد، في الصباح ثم يتوجهون إلى المصلى(126)، لأداء صلاة العيد، في جو يسوده الخشوع والتكبير والتهليل والفرحة تكسو وجوه الكبار والصغار.
وكان السلطان الزياني مع المتصدرين للصلاة خلف الإمام، وعند عودته إلى قصره، يمر بأزقة المدينة وساحاتها، في حفل بهيج، حيث كان يتقدم الموكب، بملابسه السلطانية لفاخرة، محفوفا بوزرائه ومساعديه، وحراسه الذين يحملون الأعلام والعلامات والطبول، فيخرج السكان رجالا ونساء وأطفالا، لمشاهدة موكب السلطان والتمتع برؤيته(127)، ورؤية الأضحية التي ذبحها بيده إعلانا ببدء النحر، ثم يجلس السلطان في دار الملك، لاستقبال المهنئين بهذه المناسبة.
وقد وصف لنا الرحالة المصري عبد الباسط، الذي حضر الاحتفال بعيد الأضحى في مدينة تلمسان، يوم الأحد عاشر ذي الحجة سنة 868هـ/1463م، مظاهر هذا الاحتفال وصفا دقيقا ومتعجبا في الوقت نفسه من هذه المظاهر، التي ألفها أهل تلمسان وحكامها، وهي مظاهر لم يتعود عليها عبد الباسط في بلاده ولم يشهدها من قبل، بقوله: ''..... كان عيد النحر بتلمسان، فخرجنا للمصلى بظاهرها، وحضر السلطان محمد بن أبي ثابت (866-873هـ/1462-1468م)، صاحب تلمسان، صلاة العيد في هذا اليوم بعد أن خرج في موكب حافل، حين تعالى النهار جدا، ثم صلى ونحر أضحيته كبشا أملحا، في المصلى بعد فراغه من الصلاة، وشهر هذا الكبش محمولا على بغل، مع رجل يعد لذلك، فشق به المدينة لأجل أن يتيقن بتضحية الإمام، على قاعدة مذهب مالك (رضي الله عنه)، وكان هذا الرجل لما سار بهذه الذبيحة الأضحية، مجدا ببغله فيها، محثا في ذلك، ولم أكن أعرف ذلك، قبل هذا التاريخ، فسألت فأجابوني، بأنه من عادة ملوك هذه البلاد، ثم عاد السلطان إلى المدينة في موكبه الحافل''(128).
كما كان أهل تلمسان وسلاطينها، يحتفلون بيوم عاشوراء صوما، وزكاة، ويقومون بختان الأطفال اليتامى وكسوتهم وإطعامهم(129).
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)