الجزائر

عن "ثورة الكهرباء"



عن
الحرارة تقتل في الجزائر، والصحافة تتنبأ بثورة الكهرباء في الأيام المقبلة في الجزائر، ثورة لا أدري إلى أي مدى "ستنجح" بعدما فشلت ثورات الخبز والسكر والزيت السنة الماضية.
ليست هذه السنة الأولى التي يخرج فيها المواطنون خاصة في مناطق الجنوب إلى الشارع بسبب انقطاع الكهرباء الذي أضرّ بهم في هذا الحر، وأيضا لأن الأعطال الكهربائية أدت إلى فساد المنتوجات المخزنة في البيوت المبردة، كما أن العطل حرمهم أيضا من القيام بري المحاصيل الفلاحية، ما يؤدي في جهات عدة وخاصة بسكرة إلى إتلاف هذه المحاصيل وإلحاق خسارة بالفلاحين ولا نتحدث عن الأضرار البشرية في المستشفيات حيث تتعطل الحياة بعدما يتعطل العلاج.
منذ الانقطاع الكهربائي الشهير الذي حدِث يوم 9 فيفري 2003، عندما غرقت الجزائر كلها لساعات في ظلام دامس، ومشاكل الكهرباء لا تختفي من حديث الجزائريين ومن الصحف، كما لم تنقطع معاناتهم مع هذه الانقطاعات دوريا، بل وتزداد حدة مع ارتفاع الاستهلاك في موسم الصيف.
ومنذ أربع سنوات (2008) قال مدير سونلغاز إن الاستثمارات المخصصة لقطاعه والتي تجاوزت 36 مليار دولار، لن تقضي فقط على أزمة الكهرباء في الجزائر حيث كنا نلجأ أحيانا إلى الاستيراد من تونس بعد أن كنا نصدر لها هذا المنتوج، وإنما سنصبح مصدرين للكهرباء أيضا إلى إسبانيا!
ها هي أربع سنوات تمر، والمشكل يبقى هو هو، إن لم أقل زاد تعقيدا عما قبل، رغم المبالغ المخصصة للقطاع، والتي زادت اليوم لتبلغ أكثر من 40 مليار دولار حسب آخر تصريح لبوطرفة، المدير العام لسونلغاز، الذي يبدو أنه هو الآخر لن يتغير تماما مثلما لم يحدث تغيير في حدة هذه الأزمة.
المصيبة أننا ورثنا عن الاستعمار قطاعين من أحدث القطاعات، والأحسن تسييرا، وهما البريد والمواصلات وأيضا قطاع الكهرباء والغاز، وبعد خمسين سنة، ومع أن التغطية بالكهرباء صارت تقريبا شاملة عبر التراب الوطني، إلا أن تسيير قطاعها صار شبيها بالقطاعات المتخلفة الأخرى، وتسير بالبركة والنوايا الحسنة، وليس وفق أساليب التسيير المعمول بها عالميا، فمشاكل البريد هي الأخرى لا تقل عن مشاكل الكهرباء، واسأل زبائن الأنترنت والهاتف، فلكل منهم قصة مثيرة مع هذا القطاع.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)