الجزائر

«طابو» يُقرّر الطلاق نهائيا مع «الأفافاس»


«طابو» يُقرّر الطلاق نهائيا مع «الأفافاس»
قرّر الأمين الوطني الأول السابق لجبهة القوى الاشتراكية، «كريم طابو»، الاستقالة رسميا من صفوف هذا الحزب الذي ناضل فيه لسنوات طويلة وشغل فيه أعلى منصب بعد رئيس الحزب الذي يحتفظ به الزعيم «حسين آيت أحمد» منذ 1963. وبّهذا القرار يكون «طابو» قد اتخذ الخيار الأصعب إثر خلافات حادة بينه وبين القيادة الحالية ل «الأفافاس» وصلت مرحلة اللارجوع.
أعلن «كريم طابو» استقالته رسميا من جبهة القوى الاشتراكية بعد أن وصل إلى قناعة مفادها أنه يستحيل أن يلتقي مع الخط الذي تبنته القيادة الحالية بتزكية مباشرة من الزعيم التاريخي لأقدم حزب معارض في الجزائر، «حسين آيت أحمد»، وقد أصدر لهذا الغرض بيانا شرح فيها الأسباب التي دفعته إلى اتخاذ هذه الخطوة التي لم تكن منتظرة على الرغم من أن مؤشرات كثيرة كانت توحي بأن أيامه النضالية في هذا الحزب المعارض باتت معدودة.
ويرجع «طابو» قرار انسحابه النهائي من جبهة القوى الاشتراكية التي التحق بها حينما كان طالبا في الجامعة في تسعينيات القرن الماضي، إلى انحراف «الأفافاس» عن خطّه الأصيل المتمثل في التخندق في صف المعارضة وعدم تزكية قرارات السلطة، حيث كان من أشدّ القياديين الذين اعترضوا على خيار المشاركة في الانتخابات التشريعية الأخيرة التي حاز فيها الحزب على 26 مقعدا في المجلس الشعبي الوطني.
وقد كانت دورة المجلس الوطني التي سبقت اقتراع العاشر ماي الماضي بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس حينما أعلن «طابو» صراحة تمرّده عن قرارات مؤسسات الحزب، وهو ما أدى بالأمين الوطني الأول الحالي «علي العسكري» إلى توجيه تحذير إلى المعني، ورغم الخلاف الحاد إلا أنه تمّ ترشيحه ثانيا في قائمة «الأفافاس» بولاية تيزي وزو التي حصل فيها على 7 مقاعد، لكن «كريم طابو» لم يشارك في الحملة الانتخابية بالأساس.
كما رفض الأمين الوطني الأول السابق لجبهة القوى الاشتراكية طلب الأمانة الوطنية منه بتقديم استقالته من المجلس الشعبي الوطني وتسليم عهدته، مبرّرا موقفه بالقول إن الشعب هو من انتخبه وليس قيادة الحزب، مثلما اعترض رفقة عدد من الإطارات أبرزهم «سمير بوعكوير» على ما صدر بحقهما من قرارات انضباطية، وفضلا بعدها عدم الامتثال لذلك بعد مراسلة رئيس الحزب «حسين آيت أحمد» المقيم في العاصمة السويسرية «جنيف».
وقد ارتبط اسم «طابو» مع أكثر الفترات التي عارض فيها «الأفافاس» خيارات السلطة بداية العشرية المنقضية عندما عيّنه «آيت أحمد» أمينا وطنيا للحزب خلفا حينها لسلفه «أحمد جدّاعي»، حيث لم يشارك فيها في أي استحقاق انتخابي باستثناء الانتخابات المحلية من منطلق إيمانه أن العمل الحقيقي يبدأ أساسا من المواطن.
زهير آيت سعادة
* شارك:
* Email
* Print


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)