ضغوط متزايدة على الجزائر للتدخل عسكريا شمال مالي

كشفت مصادر إعلامية أجنبية أن ضغوطا خارجية كبيرة تمارس على الجزائر من أجل دفعها للتدخل عسكريا في شمال مالي قصد القضاء على الجماعات الإرهابية في شمال البلاد الذي تسيطر عليه عدة جماعات دينية مسلحة، وتضاعفت هذه الضغوط حسب المصادر بعد أن تم دحر الحركة الوطنية من أجل تحرير الأزواد التي ضعفت أمام سيطرة العناصر الإسلامية في الشمال.
أوضح ذات المصدر أن هذه الضغوط تمارس على الجزائر من طرف كل من منظمة دول غرب إفريقيا (CEDAO) وفرنسا بالإضافة إلى الطبقة السياسية في مالي، التي كشفت عن مدى عجز السلطة الانتقالية الحالية على بسط نفوذها على كافة الأراضي المالية بما فيها شمال البلاد التي أضحت في قبضة الجماعات المسلحة المختلفة، حيث تخشى منظمة دول غرب إفريقيا أن تفشل إن تحركت عسكريا داخل مالي دون وجود سند عسكري جزائري من أجل حسم الأمور وإعادة الوحدة للتراب المالي، كما تخشى المنظمة من أن تتحول المنطقة إذا لم يتم الحسم فيها عسكريا إلى بؤرة تصدر التمرد الإسلامي لباقي الدول المتاخمة لمالي التي تشترك معها في نفس الظروف والمشاكل، أما التخوفات الفرنسية فتأتي على أساس تخوف باريس على مصالحها العسكرية في دول الساحل الصحراوي خاصة مع تقسيم مالي وتداعيات هذا التقسيم على دول غرب أفريقيا التي تربطها مصالح متينة بفرنسا سواء كانت عسكرية واقتصادية.
وحسب ذات المصادر فإنه من المستبعد أن تقوم الجزائر بحرب خارج حدودها ولن تؤثر فيها هذه الضغوطات وذلك للمبدأ الجزائري الذي يرفض التدخل العسكري الأجنبي في بلدان الجوار حتى لو كان هدفه ضمان وحدتها الترابية، وهو ما تستند عليه الجزائر، كما أن الجزائر حسب ذات المصدر ما تزال تؤمن بحل دبلوماسي للقضية من خلال سعيها إلى تعزيز الحكم المركزي في باماكو، وكذا اعتمادها على مساعدة أعيان الطوارق سواء في الجزائر أو في شمال مالي الذين يحاولون إقناع زعماء قبائل شمال مالي والاستقلاليين الأزواد بأن انفصال شمال مالي لن يكرس سوى تفتيت البلاد ويزرع بؤرا للتوتر تسيطر عليها الجماعات الإرهابية المسلحة، ومحاولة تحويل شمال مالي إلى مجرد إمارة إسلامية في الساحل الصحراوي.