الجزائر

ضربة شمس؟!




ضربة شمس؟!
بعض الناشطين على مواقع الفيس بوك وجدك ممن أخذتهم ضربة شمس على ما يبدو ونادوا بمقاطعة المهرجانات الفنية، بدعوى أنها تأكل أموالا طائلة كان يفترض أن تخصص لمعشر الشباب الذي هرم وشاب ولم يساهم بعد في الإنجاب ويسأل كأعمى أين الباب يا أحباب أو يا أولاد الكلاب!
وعندما تصبح الدعوة الشبانية عبر مواقع الإنترنيت للتغيير في مسألة الفن والثقافة وليس في هيكل النظام السياسي ككل الذي هو أصل المشكلة، فإن تلك الدعوات تنسجم مع ثورات الفئات العمالية بمعدل كل يوم ثورة ودورة تهيج فيها للمطالبة بتحسين الوجبة والرقدة وليس السهرة وشم النسيم على الطريقة المصرية!
فالمطالبة بمنع أو مقاطعة المهرجانات الوطنية أو الدولية بما فيها تلك التي يرفضها بعضنا كالراي للغته البذيئة ينم عن فكر متخلف ومنغلق وأصحابه لا يعرفون أن ما لقيصر فهو لقيصر وما لله فهو لله، ليس لأن الفن الذي ولد في مصر وترعرع في لبنان ثم مرض في تونس ومات في المغرب قبل أن يدفن في الجزائر، يوجد في وضعية كارثية ومعظم أهله في الهم يغرقون، وإنما يمثل أداة صلة وترفيه وترويج (للسياحة) وللبلاد بكاملها بدليل أن عددا كبيرا من الأوروبين لا يعرفون موقع الجزائر (الجغرافي) إلا بحدود تونس أو المغرب! ومجاراة أي موقف في هذا الاتجاه قد يجرّ بعضنا إلى مطالبة الدولة حتى بالإخلال بالتزاماتها الدولية في مجال المساعدات الإنسانية والمعونات تحت الدعوى نفسها، وهو أن الخلق أحوج من تلك المساعدات من الآخرين، والأقربون أولى بالمعروف!
فمنطق أي دولة بما فيها تلك التي توجد في طور التكوين يقتضى أن يكون لكل مجال حدّ ما من الاهتمام، وخاصة في المجال البشري وتكوين الإنسان، وهي نقطة ضعف رئيسية كانت السبب الرئيسي في تسلسل حلقات كل نهضة (مؤقتة) تتبعها كبوة، دون أن يلوح أي أفق للخروج من الأزمة المتعددة الجوانب حتى ولو قضينا قضاء مبرما بالدعوة إلى الأنترنيت على كل المهرجانات وأغلقنا كل الحانات وشنقنا كل الراقصات، وعلقنا كل "صبابط" "الكوارجية"، وفرقنا ما بين الإناث والذكور في المدارس والحافلات، فلن نحل شيئا إن لم يتأزم الوضع أكثر!
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)