الجزائر

''سيدي مليح زادولو لهوا والريح''




تلقى المواطنون خبر موافقة الجزائر على منح 5 ملايير دولار كقرض لصندوق النقد الدولي ''الأفامي'' بتحفظ وتهكم، وكان لسان حالهم يقول ''سيدي مليح زادولوا لهوا والريح''، للتعبير عن استغرابهم لقرار تقديم ''سلفة'' لمؤسسة نقدية تحالفت مع حكامنا بالأمس القريب لتجويعهم وتجهيلهم تحت مسميات ''التوزانات الكبرى-الاقتصاد الكلي...''. وبمنطق المواطن البسيط، وبعيدا عن اعتبارات اقتصادية والاكتتاب وسندات الخزينة يتبادر إلى أذهاننا سؤال عادي: كيف نقرض للغير والجزائري يعاني من ويلات الجوع، ونقص العلاج، والتعليم، والسكن و...؟ أتذكر هنا تصريح لرئيس الحكومة سابقا سيد أحمد غزالي خلال لقاء معه بوهران قال فيه ''من العيب الافتخار بأن الجزائر تمتلك احتياطي صرف يقارب 200 مليار''، موضحا بأن هذا الاحتياطي هو دليل على عجز وقصور لدى الحكام في التفكير في كيفية استثمار هذه الأموال وتحويلها إلى قيمة مضافة وثروة. واعتبر أن استعمال كلمة ''فائض واحتياطي'' يليق بدول متقدمة كالنرويج واليابان وبلدان رائدة في مجال الاستثمار في الطاقة البشرية والبحث العلمي.
وبخصوص الجزائر، قال غزالي إن مباشرة إصلاحات ''فعلية وجدية'' في قطاعات التعليم والجباية والأمن وقطاعات أخرى ستستهلك هذه الأموال في فترة وجيزة، بل وستتطلب المزيد من الأموال.
والتساؤل الثاني الذي يتبادر إلى الذهن حول هذا القرار يتمثل في تمادي السلطة الحاكمة في مواصلة الحجر على صاحب السيادة وصاحب هذه الأموال وهو الشعب الجزائري. فماذا كان يضير الحكام في استشارة الشعب أو فتح نقاش عام حول شراء سندات محررة في شكل حقوق سحب بقيمة 5 ملايير دولار؟ فكيف ستكون إجابة ولي طفل مصاب بالسرطان أو القصور الكلوي يحتضر بمستشفيات الدولة في انتظار الدواء. ويمكن إسقاط هذا المثال على كل مجالات الحياة في الجزائر. ويبقى الأكيد أن الإجابة ستكون مغايرة تماما لقرار الحكومة، لأنه كما يقول المثل الشعبي'' قمح بلادنا ياكلوه ولادنا''. لكن طالما أن ''أولادنا ليسوا أودلاهم'' أي أولاد الحكام الذين يعالجون ويتعلمون ويتفسحون في الخارج، فلا مانع في منح قرض للصندوق الدولي أو إيداع أموال كسندات في خزينة الولايات المتحدة الأمريكية، للاستقواء بقوى الخارج على الداخل.
[email protected]


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)