سياسيونا..مشكلة

في الدول الديمقراطية المحترمة، الانتخابات فرصة للاحتكاك المباشر بين الساسة والمواطنين، فرصة تشرح فيها البرامج وتطرح فيها الافكار وتحتدم فيها النقاشات حول الاهم والمهم، على المدى القريب المستعجل، والمتوسط والبعيد الاستراتيجي...عندنا في الجزائر، الانتخابات الرئاسية الجارية فعالياتها، غابت عنها كل هذه القيم والمبادئ او بالأحرى القواعد المنظمة لأخلاقيات العمل السياسي في هكذا مناسبات.. فبعد اسبوع كامل من الحملة الانتخابية، لم نر البرامج ولا الافكار ولا الاقتراحات، بالمقابل رأينا الكثير من السب والشتم، سمعنا التنابز والتغامز، سمعنا وعودا ما انزل الله بها من سلطان، سمعنا تجاوزات في حق التاريخ، في حق الثورة، في حق الرموز...النتيجة: نفور من قبل المواطنين، وهروب من العمل السياسي، مقاطعة لأي نشاط عام، تراجع النقاش، مزيدا من الضغط النفسي، احتقان اجتماعي، ...من الواضح جدا الآن ونحن نقف على هذا الترهل السياسي والانحطاط القيمي، والتراجع النضالي ان نحمّل الساسة والسياسيين مسؤولية كل ما يجري من غياب للرؤية وضيق الأفق وقلة الرجاء...ومن هنا فهؤلاء انفسهم الساسة وحدهم من يتحمل ما يترتب عن نتائج الانتخابات في 17 أفريل.