زكاة المواشي وزرد المشوي تزامنا مع تنظيم مسيرة ''إقامة دولة القانون'' :

الوزير غلام ربي المكلف ب''محاربة السلفية'' و''الإرشاد إلى طريق ربي'' يوفد مبعوثه إلى ولاية النعامة والسهوب ليخطب ود مربي المواشي للتزكية بمواشيهم لصندوق الزكاة.
لا أفهم كيف تمنح حكومة الجزائر التي تشهد قتامة المشهد السياسي، ومحاذير الانفجار الاجتماعي ويعيش شبابها بعلة البطالة، خمسة مليارات دولار إلى صندوق النقد الدولي، ليستغلها في إذلال شعوب وتركيع دول، تماما مثلما فعل مع الجزائر في التسعينات، ثم تذهب لتطمع في زكاة المواشي، في النعامة، لتودعها في صندوق الزكاة، ولا أفهم كيف تمتنع دولة ووزارة غلام الله عن المساهمة في بناء المساجد، ثم تستولي على المساجد ومنابر المساجد وصناديق المساجد التي يضع فيها المزكون زكاتهم.
ما أعرفه عن الوزير ''غلام ربي'' أنه ينتمي إلى حزب التجمع الوطني الديمقراطي المساند المطيع، وما أعرفه أن الأرندي لا يقدم دروسا في كيفية جمع الزكاة وإدارة صندوق الزكاة لوزرائه.
لا أفهم لماذا تحاول الوزارة أن تستغل بساطة وطيبة موالي النعامة والسهوب، لتأخذ منهم زكاة المواشي مع أن هؤلاء الطيبين يعرفون الفقراء أكثر مما تعرفهم حكومة غلام الله، ويعرفون حق ربي أيضا أكثر من غلام الله، ويؤدون زكاتهم قبل أن يكون غلام الله وزيرا.
ثم من يضمن فعلا أن تصل المواشي المزكاة إلى أصحابها من الفقراء والمساكين، مثلما وصلت قفف رمضان التي كان يبشر بها الوزير السابق، جمال ولد عباس، إلى أهلها، ومثلما وصلت محافظ الرئيس إلى التلاميذ، ومثلما وصلت المساعدات الغذائية الموجهة إلى ضحايا الزلزال والتي وجدت تباع في السوق، ومثلما وصلت ملايير التنمية إلى المشاريع الموجهة إليها أيضا.
وبمحصلة الواقع المثقوب في الجزائر، كيف يمكن لموّالي النعامة أن يأتمنوا الوزير غلام الله على مواشيهم المزكاة، إلا كما ائتمن الجزائريون الرئيس بوتفليقة على أمنهم ونفطهم، وشكيب خليل على سوناطراك، وكما ائتمنوا مراد مدلسي حين كان وزيرا للمالية على أموالهم في بنك الخليفة، وبن بوزيد على أبنائهم في المدرسة، والطيب لوح على شركات الرق واستعباد العمال في الجنوب، وسعيد بركات على الفلاحة والسهوب وغيرهم كثير ممن سيحاسبهم التاريخ والأجيال.
الخوف أن تأخذ وزارة غلام الله من الموّالين زكاة المواشي، وتحويلها إلى ''زرد'' مشوي، مثلما حوّل نفط الجزائر إلى ملايير في حسابات بنكية في سويسرا.