الجزائر

رسالة شهيد


بقلم: أبو إسماعيل خليفة
ألقى البوليس الفرنسي القبض عليه إثر معركة غار بوجليدة في 11 نوفمبر 1954 حيث أصيب برصاصتين نقل بعدها المستشفى ثم إلى سجن وهران وفي 3 مايو 1955 نقل إلى سجن برباروس بالجزائر العاصمة وحكم عليه بالإعدام..
إنه البطل الشهيد: أحمد زبانه الذي أُخرج يوم 19 يونيو 1956 في حدود الساعة الرابعة صباحا من زنزانته بعد ما صلى ركعتين وسيق نحو المقصلة وهو يردد بصوت عال:
إنني مسرور جدا أن أكون أول جزائري يصعد المقصلة بوجودنا أو بغيرنا تعيش الجزائر حرة مستقلة..
ثم كلف محاميه بتبليغ هذه الرسالة إلى أمه يقول فيها:
أقاربي الأعزاء أمي العزيزة : أكتب إليكم ولست أدري أتكون هذه الرسالة هي الأخيرة والله وحده أعلم. فإن أصابتني مصيبة كيفما كانت فلا تيئسوا من رحمة الله. إنّما الموت في سبيل الله حياة لا نهاية لها وما الموت في سبيل الوطن إلا واجب وقد أدّيتم واجبكم حيث ضحّيتم بأعزّ مخلوق لكم فلا تبكوني بل افتخروا بي. وفي الختام تقبّلوا تحية ابن وأخ كان دائما يحبّكم وكنتم دائما تحبّونه ولعلها آخر تحيّة منّي إليكم وأنّي أقدّمها إليك يا أمي وإليك يا أبي وإلى نورة والهواري وحليمة والحبيب وفاطمة وخيرة وصالح ودينية وإليك يا أخي العزيز عبد القادر وإلى جميع من يشارككم في أحزانكم. الله أكبر وهو القائم بالقسط وحده.
ابنكم وأخوكم الذي يعانقكم بكل فؤاده .. أحمد زهانة.. السجن المدني بالجزائر: في يوم 19 يونيو 1956
هذه أصدقائي رسالة شهيد.. بل:
صرخة الأوطان من ساح الفدا .. اسمعوها واستجبيوا للندا
واذكروها في دماء الشهداء.. واقراؤها لبني الجيل غدا
وانتم تحتفلون بذكرى الشهيد فلا تقفوا عند مجرد سرد الرسالة وقراءتها دون وقوف على ما وراء تلك الحوادث من مبادئ قام عليها الجهاد وقِيم تحلى بها المجاهدون وعبر ومعان يجب توصيلها للأجيال فاذكروا وحافظوا على تراثكم المجيد ومجدكم العظيم الذي ورثتموه عن أسلافكم..
اللهم ارحم شهداءنا الأبرار واجعل درجاتهم في عليين وارزقنا السير على طريقهم يا رب العالمين وأدم على الجزائر الفتح والنصر والتمكين واجعله بلدا آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين..
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)