الجزائر - A la une

رسالة رئيس الجمهورية للشباب:‏



رسالة رئيس الجمهورية للشباب:‏
حدد رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة في الخطاب الذي ألقاه أول أمس بولاية سطيف بمناسبة اشرافه على احتفالات ذكرى مجازر الثامن ماي ,1945 الرهانات التي تنتظر البلاد خلال المرحلة القادمة، إذ رمى في هذا الصدد الكرة في مرمى الشباب الذي دعاه لأن يكون على قد المسؤولية لحمل العبء، بعد انتهاء دور جيل الثورة التحريرية الذي ادى ما عليه في خدمة الوطن.
وقد اراد الرئيس بوتفليقة من خلال الرسائل التي وجهها للشباب في ذكرى تاريخية تزامنت مع تنظيم الانتخابات التشريعية، ان يذكر بالدور الذي مازال ينتظر الشباب في رفع التحدي بدعوته لتهيئة نفسه لدخول مرحلة تتميز بالكثير من التعقيد واليقظة والحذر بالنظر الى المقتضيات الدولية والاقليمية التي باتت تفرض نفسها.
غير ان دخول هذا الامتحان الصعب يقتضي الكثير من العزم من خلال المشاركة في العمل الحزبي والجمعوي لكي يضمن الشباب تمرسه السياسي، بما يؤهله لاعتلاء مناصب المسؤولية، ولعل مرافقة الدولة له من خلال جملة الاصلاحات التي اعلنتها وتاكيد الرئيس بوتفليقة بتوفر الاسس الصحيحة للسير وفق هذه النظرة كفيل بتحقيق هذا الهدف.
واذا كانت دعوة رئيس الجمهورية الشباب الجزائري لدحض مخططات المتربصين من خلال الاقبال بكثافة على صناديق الاقتراع، تحمل في ظاهرها رؤية آنية تتعلق بإنجاح الاستحقاق المحدد بعهدة، فإن مغزى هذا النداء يحمل في طياته بعدا طويل المدى من خلال التذكير بما ينتظر الشباب من تحديات كبيرة، متعلقة بالمحافظة على اسس الدولة التي ارساها اسلافه، سواء خلال الثورة التحريرية أو حتى مرحلة ما بعد الاستقلال التي تم خلالها تحقيق الانجازات في قطاعات حيوية .
و من هنا ياتي تاكيد رئيس الجمهورية باهمية انتخابات اليوم باعتبارها محطة ممهدة لما سياتي فيما بعد ،كونها تتزامن مع ظرف دولي خاص متسم بالتطورات التي تشهدها بعض الدول العربية، وتحين بعض الدول التي اسماها ب''قوى الشر'' الفرص السانحة من اجل اقتناصها باسم حماية حقوق الانسان. الامر الذي يستدعي تحويل انظارها عن البلاد من خلال انجاح الموعد الانتخابي والذي من شأنه ان يسهل استكمال برنامج الاصلاح المعلن وتجسيده.
وعليه فقد حمل خطاب الرئيس بوتفليقة الواقعية عندما قال بالعامية وبدون عقدة ''طاب جناني''، في اشارة الى ان الجيل الذي ينتمي إليه قد انتهى، من باب ان سنة الحياة تفرض ان يؤدي كل جيل دوره المنوط مهما كانت المراحل التي يمر بها البلد. وبالنسبة له فإن المرحلة القادمة لا تقل اهمية عن المحطات التاريخية التي مرت بها البلاد والتي اثبت خلالها الشعب الجزائري تلاحمه القوي عندما يتعلق الامر بالمصلحة الوطنية.
واذا كانت الانتخابات التشريعية بمثابة امتحان لمصداقية الدولة، فإنها تعد ايضا بالنسبة للقاضي الاول في البلاد معيارا لقياس مدى اهلية الشباب في تحمل المسؤولية رغم اقراره بوعيه وتفتحه ويقظته في التصدي ''لدعاة الفتنة والفرقة وحسابات التدخل الأجنبي''. ولم يتوان في التأكيد على تجاوز اخطاء الماضي بالعمل من اجل ارساء مصالحة وطنية عميقة يسودها التفكير الجماعي من اجل خدمة مصلحة الوطن وتحقيق وثبة نوعية في مسيرة التنمية.
كما ان التاكيد على اهمية هذا الحدث الاستثنائي ياتي لكونه يتزامن مع خمسينية الثورة التحريرية التي ارادت الدولة ان تعطي لها بعدا جديدا في التواصل بين الماضي والحاضر، مع حث الجيل الحالي على استلهام العبر من السلف الصالح، الذي ضحى بالنفس والنفيس من اجل الوطن ،معاتبا في هذا الصدد جهل هذا الجيل للأبطال الذين صنعوا تاريخ البلاد غير ان المسؤولية تتحملها ايضا السياسات التعليمية التي لم تهتم بالبعد التاريخي للبلاد والذي انعكس في الواقع الحالي.مما يقتضي البحث عن الماضي ''حتى نعرف من نحن وحتى نكون غدا نحن ولا نكون غيرنا''.
وبمخاطبته الشباب برؤية مستقبلية غرضها بالدرجة الاولى التنبيه ازاء ما ينتظره من مسؤوليات ثقيلة، فقد وضع الرئيس بوتفليقة النقاط على الحروف ازاء التاويلات التي تتساءل عن ''الاستثنائية الجزائرية'' في ظل ما يجري في بعض الدول العربية، وهي بمثابة رسالة ايضا لهؤلاء بأن مسألة التدوال على مناصب المسؤولية لا تطرح اشكالا بالنسبة للجزائر التي تراهن على شبابها من اجل حمل المشعل والمجال مفتوح في انتظار ان يهيئ هذا الشباب نفسه بجدية من اجل تحمل هذه المسؤولية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)