الجزائر

ربحوا العداوة فقط..!



ربحوا العداوة فقط..!
أسلمتُ له رأسي طائعا مختارا حتى يحلق لي شعري الذي غزاه الشيب إلى مفرقي..
وكعادتي في التحفّظ والتزامي الصمت خاصة في صالون حلاقة يرتاده الناس على أشكالهم، لم أنبس بكلمة واحدة، وهو يعرفني ويقدّر أن الصمت كلام في مناسبات كهذه لا تعلم فيها مع من أنت..!
منحه الله بسطة في الجسم واللسان معا..هو ابن اللحظة لا يداريها..وكعادة الحلاّقين الذين يخوضون في البوليتيك بتعبير مالك بن نبي، راح يطلق العنان لتحاليله الدقيقة أو التي يراها كذلك..
عموما اكتسب اعتراف أهل الحيّ جميعا بل فاقت شهرته باقي الأحياء ليس لتفوّق في الصنعة وخبرة في تصفيف الشعر، بل لأنه "المحترف" الخبير في شؤون السياسة الداخلية وحتى في شؤون لعرب والمريكان كما يقول..
شهادة الاعتراف أخذها عن جدارة عام 1992، عندما أقسم بالأيمان المغلّظة أمام أنصار الفيس وما أكثرهم آنذاك في الحيّ بأن الجبهة الإسلامية للإنقاذ لن تصعد إلى السلطة وأن الدور الثاني للانتخابات التشريعية لن يتمّ..
لم يقل لناس كيف ذلك، بل هو لا يعلم ذلك، بل إن حدسه في الساعات الأولى لنتائج الدور الأول كان أن الانتخابات ستتوقّف وسيلغى المسار برمّته..
هو اليوم يعيش على رصيد تلك الواقعة، يقولون عنه إنه الوحيد الذي فهم النظام وعرف قدره، فصار الناس يحجّون إليه خاصة الكهول والشيوخ ليتثقفوا على يديه في السياسة..عفوا في البوليتيك..
كان "عمي رابح" وهذا هو اسمه يلخّص هذه المرّة ما سيحدث في العالم بجملة بسيطة: العرب ما ربحوا والو..ربحوا غير لعداوة مع إيران كي داروها عدوّة ليهم..هاو أوباما رايح يحاورهم مباشرة وأحمدي نجاد قالوا رانا قابلين الحوار..والنتيجة أن إيران ترجع قوة في المنطقة والعرب يشربوا من البحر..!
قمت مسرعا وأنا أتساءل في نفسي اللئيمة: هل يملك العرب سياسيا مثل عمي رابح؟
"إنما الأعمال بالنيّات.."
أثر نبوي


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)