رأي في قضية التجنيس ؟ !

السيد بوعقبة أنا طبيب مختص، من بين قرائك الدائمين، أمارس الطب منذ 21 سنة في فرنسا مثل بقية الكفاءات الجزائرية التي تمارس هذه المهنة في فرنسا بمختلف التخصصات.لكن بقيت دائما على اتصال بوطني الوحيد الجزائر. وبمناسبة 14 جويلية واللغط الكثير الذي أثير حول مشاركة الجزائر في الاحتفالات رأيت من المناسب أن أطرح عبر عمودكم المقروء فكرة شغلتني كثيرا، فقد شاهدت وقرأت العديد من الناس عبروا عن رأيهم بخصوص مشاركة الجزائريين في إحياء الأحداث الفرنسية.. وقد عبر هؤلاء عن آرائهم بحرية. وأنا بدوري أريد أن أعبر عن رأيي بحرية أيضا.لقد رأيت أطباء أبناء شهداء أخذوا الجنسية الفرنسية، ورأيت أيضا صيادلة وأطباء أبناء مجاهدين أخذوا الجنسية الفرنسية... ورأيت أطباء وصيادلة أبناء جمعية العلماء المسلمين الخالدة أخذوا الجنسية الفرنسية، ورأيت أبناء العديد من حكام الجزائر أخذوا الجنسية الفرنسية.. ورأيت أساتذة في الطب في الجزائر يرسلون أبناءهم إلى فرنسا لأخذ الجنسية الفرنسية. !ويبقى هؤلاء الأساتذة في الجزائر يمارسون المهنة لأن مصالحهم كبيرة في الجزائر. ! رأيت جزائريين من كل الطبقات الاجتماعية في الجزائر ومن مختلف مستويات التكوين يلهثون وراء اكتساب الجنسية الفرنسية.أنا لدي أبناء قالوا لي ذات مرة: “يا أبتي هل نحن فرنسيون؟ǃ وأجبتهم لا يا أبنائي نحن جزائريون ولكن نحب فرنسا لأنها استقبلتنا على أرضها.. وميلادكم في مستشفيات فرنسا لا يعني أنكم فرنسيون... فلو ولدتم في الصين هل يحق لكم أن تقولوا بأننا صينيون؟ǃوالخلاصة: إلى كل الذين يتمسكون بالهوامش ويجانبون الأساسي (الرؤساء والوزراء، والعسكريون، والمجاهدون، والمثقفون والمحامون والصحافيون... الخ) أقول لهم: لو فرنسا والجزائر فتحتا الأبواب للتجنيس فأنا على يقين بأن الأغلبية سنجدها في الطابور أمام السفارة الفرنسية بحيدرة.ǃوعليه فإن مسألة مشاركة الجزائر أو لا في احتفالات 14 جويلية مسألة ثانوية أمام هذا الذي ذكرته أعلاه.. وعلى رمطان لعمامرة أن يرجح مصالح الجزائر في هذه القضية؟ǃ شريفي العربي، النص مترجم عن نص بالفرنسية بتصرف.أخي شريفي: أثرت قضية في غاية الأهمية.. كيف لفرنسا أن تغفر لأبناء الشهداء وأبناء المجاهدين وتمنحهم الجنسية الفرنسية.. والجزائر تتردد في مسألة العفو عن أبناء الحركى مع أن الحركى أصولهم جزائرية والمجاهدين والشهداء أصولهم ليست فرنسية؟ǃثم أن العديد من المسؤولين الجزائريين يضعون أموالهم في فرنسا ويعالجون في فرنسا ويقيمون في فرنسا بعد ترك المسؤولية، حتى ممتلكاتهم في فرنسا أكثر منها في الجزائر.لهذا ينبغي أن يفتح نقاش جدي وصريح حول مثل هذه الأمور.ǃهل من الصدفة أن كل المسؤولين الكبار سعوا إلى إلغاء التأشيرة بين فرنسا والجزائر للذين يحملون جواز السفر الدبلوماسي فقط؟ǃنتمنى أن تتاح لنا الفرصة لمناقشة هذه المسألة بشيء من الجرأة والعمق بملاحظات من النوع الذي ذكرته يا أخي شريفي.ǃ [email protected]