خدمة المواطن من خدمة الوطن

يعاني المواطن من عدد لا حد له من المشاكل ذات الصلة بالتنمية و الحياة اليومية لهذا فإنه من الضروري والمطلوب اليوم الشروع في التكفل الحقيقي بانشغالاته و حل مشاكله ورفع الغبن عن المحرومين من أبسط الخدمات في مناطق كثيرة من بلادنا تحت مسمى مناطق الظل و إن كانت تلك المناطق تفتقر إلى التنمية و تكفل الدولة الحقيقي بهموم واهتمامات المواطنين في كل مكان لمواجهة صعوبة الحياة و في هذا السياق تبرز مشكلات بل عوائق وعراقيل تعكر صفو حياة الناس في بلادنا ومنها الممارسات البيروقراطية التي ترتبت عنها معاناة من البطالة وأزمة السكن والفقر و اكتظاظ الأقسام في المدارس والمؤسسات التربوية و مشاكل النقل والعزلة الناتجة عن غياب الطرق ،و الحرمان من التزويد بالماء والكهرباء والغاز، و المؤسسات الإستشفائية بسبب عرقلة مشاريع التنمية على كل الأصعدة وخلال كل مراحل الانجاز و كل ذلك على حساب المواطنين و في المحصلة تحولت حياة المواطن إلى مشاكل مترابطة لا تنتهي ،لكن في جزائر ما بعد حراك 22 فبراير 2019 جاءت الفرصة الذهبية للمواطنين للتعبير عن مطالبهم في التغيير واسترجاع حقوقهم علنا في الشارع من خلال مسيرات استعادة الشعب لسيادته و حرية قراره و بعد الحراك كان ميلاد جديد للجزائر ولوعي المواطنين الذين لا يزالون يطالبون بالحقوق الضائعة و بحياة أفضل و كريمة في وطنهم ،و الدولة في هذا المجال مدعوة إلى تكثيف جهودها باتجاه حل كل هذه المشاكل و وضع حد لمعاناة المواطن للتخفيف عنه و عدم التسبب في ضجره وتذمره من وضعه ولجوءه إلى الحلول الانتحارية و على رأسها مشكل بل آفة الحرقة التي أصبحت تطال كل فئات المجتمع ،فضلا عن ذلك ظاهرة العنف التي استشرت في المجتمع و نخرته من الداخل إلى درجة أننا نسمع عن جرائم قتل شنيعة وفظيعة.