الجزائر

خبرة قضائية لتحديد مسؤولية علاج تسربات الماء




يعرف نفق الزيادية بولاية قسنطينة، تأخرا معتبرا في التسليم، قدر بحوالي 3 سنوات، إذ بعد افتتاح الجسر العملاق "صالح باي في 2015، كان من المقرر تسليم مشروع النفق خلال الأسابيع الموالية، لأنه كان من أهم لواحق الجسر، بما أنه يعتبر محورا هاما باتجاه الطريق السيار شرق غرب، على مستوى مدخل جبل الوحش.حسب السيد محمد عابر، رئيس تطوير المنشآت القاعدية بمديرية الأشغال للعمومية، فإن الإشكال الذي كان قائما ومنع تسليم المشروع في آجاله المحددة، راجع إلى ظهور تسربات مائية تطلبت أغلفة مالية إضافية لمعالجتها، في ظل رفض الشركة البرازيلية "أندراد غوتيراز" المكلفة بالإنجاز تحمل المسؤولية، مضيفا أن الإشكال كان مطروحا على مستوى طبيعة الصفقة الموكلة لهذه الشركة المكلفة بالإنجاز، والتي تضم الدراسة والإنجاز في بند واحد، وهو ما تصر عليه مديرية الأشغال العمومية، حسب تأكيد ممثلها، والتي ترى أن هذه الشركة مطالبة بتحمل كل التبعات بما أنها مسؤولة عن الدراسة، وكان من المفروض أن تأخذ بعين الاعتبار وجود خزانات مائية كبيرة بجوار المشروع، غير أن الشركة البرازيلية "أندراد غوتيراز" وبعد ملاحظتها لانزلاقات على مستوى أسفل النفق، حاولت التملص من المسؤولية وألقت اللوم على التسربات المائية وطالبت من الطرف الجزائري بحل المشكل قبل إتمام المشروع.
أكد السيد عابر محمد أن آخر زيارة لوزير الأشغال العمومية إلى ولاية قسنطينة، خلال الأيام الفارطة، تم التطرق فيها إلى هذا المشكل، مضيفا أن الوزير كشف عن وجود خبرة قضائية وقانونية لتحديد مسؤولية كل طرف، قبل التدخل في هذا المشروع واستئناف الأشغال.
ربط رئيس تطوير المنشآت القاعدية بمديرية الأشغال العمومية، تسليم كل لواحق الجسر العملاق، بعلاج مشكل الانزلاق الذي ظهر أسفل هذه المنشأة الفنية، نتيجة الزيادة غير المتوقعة لمنسوب المياه الجوفية التي زادت بنسبة 5 أمتار عن منسوبها العادي، حيث أكد أن هذه المياه لم تظهر عند بداية أشغال الجسر بين سنتي 2010 و2012، غير أن المشكل ظهر سنة 2014 من خلال تسجيل وجود مياه جوفية من شأنها التأثير على استقرار الجسر، وقال بأن مكتب الدراسات وضع مع مؤسسة الإنجاز حلا للتحرك عبر مرحلتين؛ مرحلة أولى استعجالية من خلال إنشاء أوتاد تسمح بالتحكم في الانزلاقات ومنع وصولها إلى أعمدة الجسر، ومرحلة ثانية تعتمد على تصريف المياه الجوفية التي انطلقت سنة 2014، عن طريق الضخ، في انتظار استكمال مشروع النفق الذي سيعمل على التخلص من المياه الزائدة بشكل ذاتي وآلي.
بخصوص مشروع النفق الذي من شأنه تصريف هذه المياه الزائدة، أكد السيد عابر محمد أن نسبة تقدم الأشغال في هذا النفق والتي انطلقت في صيف السنة الفارطة، تبقى ضعيفة، بالنظر إلى طبيعة الأشغال والإمكانيات الخاصة لتي تتطلبها، لأن النفق بقطر 5 أمتار، حيث كشف عن أن أشغال الحفر وصلت إلى مسافة 145 مترا من بين 1056 مترا من الطول الإجمالي، أي بنسبة حوالي 14 %، وأن تاريخ الانتهاء من الحفر محدد نظريا بنهاية 2018 إلى بداية 2019.
طمأن رئيس تطوير المنشآت القاعدية بمديرية الأشغال للعمومية، بأن الوضع متحكم فيع وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة، بشأن حماية الجسر العملاق من الانزلاق، وقال بأن الأمور تسيير تحت المراقبة والمتابعة الحثيثة، بدليل فتح جزء من المشروع الذي فك الخناق بشكل كبير على وسط للمدينة.
❊زبير.ز


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)