حتى الشجاعة من دانكارك.!

عندما رأينا بأم أعيننا استقبال فخامته لهولاند ورأينا أيضا دبلوماسية القبلات الحارة، فهمنا عدة أشياء. وفهمنا أيضا بأن شعار العزة والكرامة لم يمس حتى هذا النظام وكيف يمس الشعب الغلبان... عندما نرى البرلمان عبارة عن ''سيرك'' كبير اجتمع فيه الحفاف، الحشاش، الناهب، الموهوب، البايرة و أصحاب الشكارة فهمنا جيدا لماذا اختارهم كبيرهم بهذا العدد وبهذا المستوى. عندما نرى الساحة السياسية عبارة عن خشبة مسرحية والأحزاب فيها عبارة عن ممثلين هواة يتقمصون فيها الأدوار. فتارة نراهم معارضين بالتهريج، وتارة كومبارس بالانتخاب وتارة وطنيين بالتزييف. وعندما نرى الشعب عبارة عن قطيع من الأغنام يساق إلى كل مكان ولا يفتح فمه إلا عند طبيب الأسنان، أتأسف على عدم مصداقية نبوءة المايا بنهاية العالم لأن باطن الأرض خير لنا من ظهرها.
دانكارك.
صدقت يا الكارك من دانكارك.. باطن الأرض أفضل لنا من ظهرها.!
لأن السلطة الرديئة تتغول علينا بهذه الصورة إلا لأننا أصبحنا كصحفيين ''كبار'' جبناء نكتب بهذا المستوى الواضح الذي كتبت به تعليقك من دانكارك وأنت في البريد المركزي.!
نعم أنت على حق العزة والكرامة التي لم تمس النظام... كيف تمس الشعب لأن هناك من هبّ عن بكرة أبيه يطبّل ويرقص ويقبّل الأيدي لمن امتهن كرامته في الماضي ويمتهنها في الحاضر ويسعى لامتهانها في المستقبل.
المسؤولية لا يتحملها النظام الرديء وحده.. كما لا يتحملها من هو بائس وجاهل من الشعب وحده.. بل تتحملها بدرجة أكبر هذه النخب التي هي من مستواك في هذا الفهم الصحيح والصائب ولا تبادر بقول الحقيقة والحق... وتملأ السجون لتكون قدوة لهذا الشعب.!
ولا تبقى مختبئة وراء الأسماء المستعارة، وتمارس الحرية وقول الحقيقة بصيغة المبني للمجهول؟!
ما كان برلمان هذه الأمة يتكوّن مما ذكرت من الحثالات البشرية لو صدح أمثالك من النخب بالحق وتحملوا مسؤولياتهم في قول لا للحكام الفعليين وليس ''الكنبارس''... لأنه قبل أن يكون باطن الأرض أشرف لنا من ظهرها كان السجن أحب وأفضل لنا من ممارسة الحرية بالأسماء المستعارة من دانكارك ونحن في البريد المركزي؟!
وإذا كان أجدادنا وآباؤنا رفعوا شعار: دم الثوار تعرفه فرنسا وتعرف أنه نور وحق.. فمن الواجب علينا نحن إزاء هذه السلطة الظالمة أن نرفع شعار السجن أحب لنا من الحرية تحت حكم سلطة رديئة، ظالمة. وأخيرا أشكرك على شجاعتك الأدبية في قول بعض الحق حتى لو كان باسم مستعار يا فلان؟!
[email protected]