حالة طوارئ بأسواق المواشي بسبب الحمى القلاعية

نوري يرخص مجددا لاستيراد اللحوم المجمدة من الهند والبرازيلأفادت مصادر وزارية مطلعة، بأن وزير الفلاحة والتنمية الريفية عبد الوهاب نوري، قد عقد اجتماعا طارئا بالمصالح البيطرية لوزارته على خلفية عودة وباء الحمى القلاعية، حيث أشارت مصادرنا إلى أن النوري نصب مجددا خلية متابعة للمرض على أن توافيه بالتقارير اليومية حول زيادة عدد الحالات المسجلة. كما راسل عبد الوهاب نوري مصالح وزارة التجارة وكبار موردي اللحوم الحمراء، حيث من المقرر أن يمنح الوزير الضوء الأخضر لهؤلاء لمضاعفة كمية اللحوم المستوردة خلال الفترة المقبلة، حيث سيعمد وزير الفلاحة مجددا اللجوء إلى استيراد اللحوم المجمدة من البرازيل والهند لتجنب أي ندرة أو انخفاض للكمية الموجودة في السوق الوطنية، خاصة خلال الفترة المقبلة التي ستتزامن وحلول شهر رمضان وبداية موسم الاصطياف، حيث يزيد الطلب المتوقع على هذه المواد المنتظر أن تعرف ندرة حادة في حال تفاقم المرض، حيث أكدت مصادرنا في هذا الإطار أن نوري قد أبدى قلقا واضحا هذه المرة على الرغم من التصريحات المطمئنة حول السيطرة على المرض، الذي كاد إن يتسبب المرة الماضية في إقالة وزير الفلاحة والتنمية الريفية بعد رواج أخبار عن ذلك.بالمقابل، عادت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية مجددا إلى عملية إغلاق أسواق المواشي، فبعد ظهور حالات جديدة للمرض بالعديد من ولايات غرب البلاد، حيث تتخوف مصالح الوزير عبد الوهاب نوري من تكرار سيناريو السنة الماضية، أين عاش فيها القطاع كارثة حقيقية بعد انتشار المرض القادم من تونس عبر أبقار مهربة تم إدخالها إلى منطقة بئر العرش إلى الولايات المجاورة كبجاية وتيزي وزو، مسببا نفوق ما يزيد عن 2500 رأس بقر وذبح ما يعادل 6000 آلاف رأس أخرى في خسارة هي الأكبر في القطاع منذ سنوات الثمانينات، إضافة إلى استيراد ما يعادل مليوني وحدة لقاح رفضت الوزارة الوصية الكشف عن ثمنها الحقيقي بدل 900 ألف وحدة يتم استيرادها لتلقيح الماشية في الجزائر كل سنة. كما يتوقع الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين ارتفاعا مرتقبا في أسعار اللحوم الحمراء على غرار السنة الفارطة التي عرفت فيها لهيبا منقطع النظير وعزوف الجزائريين في نفس الوقت عن الشراء مما دفع بعض الأطراف إلى اتهام وزارة نوري بتعمد نشر المرض تشجيعا لاستيراد اللحوم المجمدة من الهند والبرازيل، خاصة بعد اكتشاف تجاوزات ومخالفات عديدة من قبل مستورديها، حيث يرجع الناطق الرسمي باسم اتحاد التجار والحرفيين الجزائريين الحاج الطاهر بولنوار ارتفاعا محسوسا في أسعار اللحوم في حال عودة المرض مجددا وعدم السيطرة عليه، خاصة أن الفترة القادمة ستكون شهر رمضان وموسم الصيف الذي تكثر فيه الأعراس. وأشار المتحدث ذاته في تصريح ل "البلاد"، إلى ضرورة القضاء على وباء الحمى القلاعية وأسبابه بشكل سريع من خلال اتخاذ وزارة الفلاحة الإجراءات والتدابير اللازمة لمنع انتشاره.