الاحتجاجات "تحرق" عنابة..

قوات مكافحة الشغب تنتشر قرب المقرات الرسمية والأمنيةاندلعت أمس، موجة احتجاجات متزامنة في مدينة عنابة والبلديات المجاورة لها، أسفرت عن سقوط جرحى وتسجيل اعتقالات خلال تدخل قوات مكافحة الشغب لفض مواقع التظاهر وتحرير الحركة المرورية عبر الطرقات المحورية. وفيما تمكنت مصالح الأمن من السيطرة على الوضع عند مداخل المدينة لا تزال العجلات المطاطية المشتعلة تغلق محاور الطريق الوطني رقم 44 المؤدي إلى مطار رابح بيطاط الدولي ومنه إلى ولاية الطارف.قام أمس، المئات من سكان حي "لاصاص" القصديري بضاحية سيدي سالم التابع إداريا لبلدية البوني بولاية عنابة بحركة احتجاجية عارمة أقدموا من خلالها على قطع الطريق الوطني رقم 44 في شطره المؤدي من عاصمة الولاية إلى مطار رابح بيطاط الدولي، وكذا غلق سوق السيارات تزامنا مع موعد إقامته. المحتجون أقدموا على شل حركة المرور عبر المحور الاستراتيجي المحاذي لحيهم باستعمال الحجارة والمتاريس، مع إضرام النيران في العجلات المطاطية، وقد أعربوا عن تذمرهم الكبير من الظروف الاجتماعية القاهرة التي يعيشونها في بيوت قصديرية، تعد من مخلفات الحقبة الاستعمارية، و طالبوا بضرورة إدراجهم ضمن قوائم المستفيدين من السكن الاجتماعي في إطار البرنامج المسطر والرامي إلى القضاء على السكن الهش، لاسيما بعد إقدام مصالح ديوان الترقية والتسيير العقاري لولاية عنابة مطلع الأسبوع الجاري على توجيه استدعاءات لبعض قاطني هذا الحي من أجل تسديد مستحقات الاستفادة من سكن، وهذا دون الإفراج عن القائمة الاسمية للمستفيدين، الأمر الذي أدى إلى تفجير موجة من الغليان في أوساط السكان. وأوضح عديد المحتجين بأن معاناتهم بلغت ذروتها، كنهم يقضون أكثر من 4 عقود من الزمن في سكنات جماعية من بقايا محتشدات المستعمر الفرنسي.كما شهدت عديد الأحياء بمدينة عنابة أمس اندلاع موجة من الاحتجاجات على السكن، حيث قام سكان حي "أوزاس" بغلق الجسر المؤدي إلى ولايتي قسنطينة وسكيكدة على مستوى المحول المحاذي للمركب الرياضي 19 على خلفية التأخر في الإفراج عن حصة هذا الحي من برنامج القضاء على السكان الهش والقصديري، لأن المحتجين اعتبروا عائلاتهم ضحايا التهميش بالبقاء قرابة نصف قرن تحت معاناة القصدير في بيوت من بقايا المحتشدات الاستعمارية، وهي نفس الوضعية التي شهدتها ضاحية سيدي إبراهيم بالمدخل الشرقي لعاصمة الولاية، إثر قيام سكان منطقة "طاحونة كوكي" بغلق الطريق وشل حركة تنقل السيارات والمركبات للمطالبة بالترحيل، وهي الاحتجاجات التي دخل من خلالها بعض المتظاهرين في مواجهات مع رجال الشرطة ووحدات مكافحة الشغب التي ظلت مرابظة في جميع المناطق التي شهدت غليانا طيلة أمس تحسبا لتطور في الأوضاع التي أسفرت عن سقوط جرحى واعتقالات في صفوف المحتجين.