الجزائر

جزائريات يقتحمن عالم السياحة و يتحررن من قيود التقاليد


جزائريات يقتحمن عالم السياحة و يتحررن من قيود التقاليد
تغيرت ظروف الحياة وبات مجتمعنا الجزائري أكثر تقبلا لفكرة سفر الفتاة أو الزوجة بهدف الدراسة أو العمل أوالعلاج وحتى السياحة أيضا، بعد أن كان يقابله رفض قاطع من قبل الأسر الجزائرية وغير قابل للنقاش، بل وانتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة سفر المرأة مع صديقاتها للسياحة بعيدا عن مسؤولياتها الأسرية، لتكون وجهتهن تركيا أو تونس أودبي وغيرها من دول العالم.مع التطور وزيادة نسبة الفتيات المتعلمات ومطالبة المرأة المستمرة وتمسكها بحقوقها في الحياة ككائن قادر على تحمل المسؤولية والاعتماد على النفس من دون الحاجة لمساندة أو دعم الرجل، بدأت بعض الأسر الجزائرية تقبل فكرة سفر المرأة بمفردها وتعترف بأحقيتها في أن تبحث عن فرصة عمل في الخارج أو تكمل دراستها العلمية أو لتغيير الأجواء، ليعشن الحرية التي يعيشها الرجل، خاصة حينما إذا تمتعت المرأة بإمكانات مادية ومستوى تعليمي يؤهلها للسفر، وفي سن يمكنها من الاعتماد على نفسها إن كانت لا تزال شابة.كونها أكثر ثقة ووعيا لمتطلباتهاويبدوا أن تطلعات المرأة اتسعت أكثر من قبل وأصبحت أكثر ثقة من ذي قبل بنفسها، فالبعض من النساء أصبحن يطالبن أسرهن بالسماح لهن بالسفر مع صديقاتهن من منطلق الثقة بها، فبعدما كانت المرأة تطالب بالسماح لها قبل عشرات السنوات بالخروج مع صديقاتها في رحلة قصيرة، تطورت الأمورمعها وأصبحت المرأة تتطلع إلى السفر في رحلة سياحة إلى قد تتجاوز الأسبوع، تقول أنفال، 34سنة:"إن هناك من السيدات من استطعن أن يحرزن نجاحا في إقناع الزوج أو الأهل بذلك من منطلق الفكرة وعشن أجواء ذلك السفر"، مبينة أنه ليس من الخطأ أن تسافر المرأة كما الرجل وأن تستمتع بإجازتها برفقة صديقاتها، ولكن المشكلة حينما يتعرضن هؤلاء السيدات لأي مشكلة مع غياب الرجل في تلك الرحلة.تغير نظرة المجتمع للمرأةومع تغير المجتمع في نظرته للمرأة أصبح لهذه الأخيرة فرصة أكبر في التحرر والخروج من قيود الماضي، ففي وقت مضى كانت المرأة لا تتجرأ على سفرها بمفردها للسباحة، ومن تقوم بفعل ذلك فقد تجردت من هويتها وأصالتها، هذا ما صرحت به أسماء،43سنة، مهندسة معمارية، معتبرة أن للمرأة الحق في أن تعيش أوقات تسعدها بالشكل الذي تراه مناسبا، خاصة مع تغير المجتمع الذي لم يعد ينظر لتحركات المرحلة وتنقلاتها كما في السابق، مضيفة:"أنا شخصيا أسافر لأجل أعمالا متعلقة بوظيفتي و للمشاركة في ندوات وملتقيات عديدة، لكنني عانيت في بداية الأمر في إقناع أهلي بضرورة سفري"، مضيفة أن سفر المرأة في حد ذاته ليس المشكلة سواء كان برفقة صديقاتها أو بمفردها فهو في آخر المطاف سفر، إلا أن المشكلة في نظرة البعض لسفر المرأة على وجه العموم بمفردها، خاصة إذا تعدت سن الأربعين وهوسن النضج والأهلية الكاملة، ففي هذا العمر قد تكون المرأة أما لأبناء كبار وقد تكون مسؤولة في وظيفتها ولها مكانتها، متمنية احترام حرية المرأة بوصولها لهذا السن، سواء اختارت أن تسافر مع صديقاتها أو بمفردها، وذكرت نوارة،43سنة، صحفية، أن المجتمع الآن تخطى نظرته السابقة للمرأة وأصبح يحترمها كإنسانة، والشاهد على ذلك ما وصلت إليه من مناصب، والثقة التي تقدم لها من أسرتها أولا ومن محيط مجتمعها حينما يسمح لها بالسفر لإكمال تعليمها، مضيفة:" أنه إذا ما وجد من ينتقد سفر المرأة مع صديقاتها يجب أن يعيد النظر في نظرته للمرأة، فكما الرجل يملك الحق في السفر برفقة أصدقائه كذلك يحق للمرأة أن تسافر برفقة صديقاتها، متسائلة لماذا ينتقد حينما تسافر مع صديقاتها؟ فليس هناك فرق كبير، فالجميع سيدات ويحق لهن ما يحق للرجل، خاصة حينما تكون المرأة مؤهلة من ناحية السن والوضع الاجتماعي.أسر تعتبره خروج عن هوية وثقافة مجتمعناإلى أنه مازال الكثير من الأسر تصر على وضع الحدود للمرأة في ذهابها وإيابها، ومازال الكثيرمنها يرفض تلك الحرية الكبيرة وينظر إليها على أنها تمرد غير مقبول وسلوك غير مرضي حتى مع وجود بعض تلك الحالات، ورغم انتشارنسبة سفر المرأة بدون أهلها، إلا أن هناك كثير من الأسر الجزائرية التي اعترفت لنا أنها لاتزال متمسك بتقاليدها وعاداتها الأصيلة التي تعتبرها جز من هويتها، منها عائلة الشيخ الطاهر،78سنة، الذي اعترف لنا أنه يرفض بتاتا سفر أحد بناته أو حفيداته بمفردهن، مضيفا:"لا تتجرا احد بناتي أو حفيداتي لطرح هذا الموضوع، باعتباره أمر مرفوض ويعيب عليهن طلبه، ففي نظري ونظر أولادي أن الفتاة والمرأة أمانة بين يدي والدها وأخوها وجدها، ويستحيل التفريط فيها أو تعريضها تحت أي ظرف للخطر، وهذا ليس إجحافا في حقها وإنما خوفا عليها وحرصا على سلامتها، فهي كنزوأمانة يتوجب الحفاظ عليه" كما ساندته الرأي صليحة،68سنة، التي اعتبرت ذلك تحررا ليس من شيمنا ولا من عاداتنا، كوننا مجتمع محافظ لا يقبل هذه الظاهر ة التي غزت بيوتنا وعقول شبابنا بسبب الأفلام والمسلسلات التركية، معتبرة ذلك عيب وعارعلينا.رجال: تعدي على التقاليد والأعرافونحن نقوم بهذا الموضوع استوقفنا رأي الرجال منهم ونظرتهم للأمر، ورغم تفاوت الآراء واختلافها بين معارض ومؤيد، لمسنا فئة الأغلبية منهم التي صرحت علنا برفضها القاطع لسفر المرأة بمفردها للخارج بغرض السياحة، باستثناء العلاج أو الدراسة التي وجد فيها البعض وضع استثنائي للسفر، حيث رفض يوسف،48سنة، تاجر، سفر المرأة بمفردها للسياحة أو العمل للخارج، حيث اعتبر ذلك تعديا على التقاليد المعروفة وخروجا عن المألوف، باعتبار أن المرأة مهما وصلت من مكانة فتبقى امرأة تحتاج إلى وجود رجل برفقتها، فذلك يقدم لها الكثير من سبل الأمان، خاصة حينما تكون في مرحلة عمرية مازالت فيها شابة، ويتأسف يوسف من حال بعض الأزواج أن يقدموا لزوجاتهم مساحة من الحرية تستطيع فيها التحرك والسفر بمفردها، وعلى نحو آخر اعتبر عبد النور، 43سنة، أستاذ ثانوي، أن هذه الظاهرة انتشرت بين فتيات اليوم وأصبحت موضة ومفخرة بينهن، معتبرا إياها آفة تهدد كيان وهوية الأسرة الجزائر.اجتماعيا: رغبتها في إثبات الاستقلالية والاعتماد على النفسوير المختصون في علم الاجتماع أن سفر المرأة مع صديقاتها أو حتى سفرها بمفردها يجب أن لا يلفت الانتباه وأن يتم التعاطي معه بشكل اعتيادي، حيث يحق للمرأة البالغة المكلفة لها السفر مع صديقاتها، وقد يكون المبرر وراء ذلك هو الرغبة في إثبات الاستقلالية والاعتماد على النفس، إلاّ أنه ما يجب مناقشته بذلك الخصوص هو الوضع الاجتماعي للمرأة، هل هذه المرأة الراغبة في السفر لها أسرة ولديها زوج وأطفال؟ وهنا قد ندخل في مشكلة اجتماعية تتمثل في هروب المرأة من واجباتها وإهمال منزلها وزوجها وأسرتها، مع عدم وجود مشكلة أسرية مترتبة على سفرها بمفردها أو مع صديقاتها، مبينا أن سفر المرأة غير متزوجة مع صديقاتها، أحد شروط الأسرة أو ولي الأمر في السماح لها بالسفر، مشيرين إلى أن معظم الحالات تدخل ضمن هذا السبب، لذلك فإن سفر المرأة مع صديقاتها لا يعتبر مشكلة خاصة حينما تحصل على موافقة الولي سواء كان زوجا أو أباأوغيره.‬




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)