الجزائر - A la une


ثلاثية التلوث
كم يكفي من الأشهر والسنوات حتى تتطهر العاصمة من نشاز القمامة وفوضوية الردوم وبقايا الخردة؟ كم يلزم من الوقت والوسائل حتى يزول الديكور المنفر من شوارعنا وأحيائنا؟... الحل قد لا نجده، لكن المشكل واضح وضوح النهار، فهو نتاج ثلاثية اجتمعت في تجاوزات المواطنين، تهاون النظافين وعدم تطبيق قوانين الردع من طرف المسؤولين، مما أبقَى مدنَنا، خاصة الكبرى منها حبيسة مشاهد تحدق بالصحة وتسيء إلى المحيط ولا تسر الناظرين... فلا شاحنات القمامة ولا الحاويات ولا المصبات المحددة قضت على المشكل، لأن المشكل في البشر وليس في الآلة والشجر والحجر.
وعندما تصنف عواصم دول إفريقية فقيرة مثل غامبيا ورواندا كمدن أنطف من الجزائر العاصمة، فإنه لا ينبغي لنا أن ندعو السياح والضيوف لزيارة شوارع باب الوادي أو أحياء بوزريعة أو أزقة بلوزداد أو متاجر الحميز والجرف، فأينما تقلب بصرك ترى كومات النفايات متناثرة هنا وهناك، فلا التاجر الباحث عن الربح يحافظ على محيطه ولا سكان العمارات أو الفيلات يفهمون معنى المساهمة في نظافة المحيط، لكنهم، في نفس الوقت، يشتكون من تقصير شاحنة تأخرت أو نظّاف غاب.
في البلدان المتقدمة التي تخلصت من ظاهرة اللا نظافة يعاقب كل من يرمي قمامة في غير مكانها أو يخرجها في غير وقتها، فتلحقه فورا "لعنة الردع والتغريم"، أما عندنا فالحبل متروك على الغارب ولا أحد يستطيع التدخل في منع الملوثين؛ فالتلويث صار عندنا "إثما متفقا عليه مسكوتا عنه" وقد تتعقد الأمور خلال فترة الصيف فتظهر العيوب، وتتعفن البقايا، ونبقى دائما في دوامة التساؤل "من المتسبب؟"، دون أن يحاسِب كل منا تصرفاته ومدى مساهمته في الحفاظ على البيئة.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)