الجزائر

توقيف 11 شابا في مواجهات بين الدرك ومحتجين بعنابة




توقيف 11 شابا في مواجهات بين الدرك ومحتجين بعنابة
طرقات محورية مقطوعة ومصالح «سونلغاز» في قفص الاتهام
اندلعت ليلة أمس الأول موجة من الاحتجاجات على الانقطاعات الكهربائية بعدة مناطق بولاية عنابة، أمام غياب أي حل من طرف السلطات المركزية والمحلية في تحسين الأوضاع. وكالعادة وجدت المصالح الأمنية نفسها في مواجهة شباب غاضب لم يتوان في إسماع صوته للمسؤولين عن طريق أحداث الشغب بشكل استدعى توقيف 11 متظاهرا وجرهم للتحقيق.
ففي بلدية سيدي عمار، لم يحتمل المواطنون درجة الحرارة المرتفعة التي فاقت 38 درجة مئوية المتزامنة مع الانقطاعات الكهربائية المستمرة منذ أيام، فخرج العشرات من سكان حيي برقوقة ودراجي رجم إلى الشوارع الرئيسية، وقاموا بقطع الطريق المؤدي إلى مدينة عنابة، وأضرموا النيران في العجلات المطاطية، احتجاجا على انقطاع التيار الكهربائي بصفة متكررة. وتسبب هذا الوضع في عرقلة حركة المرور التي شلت بالكامل في وجه المركبات من الوزن الثقيل والخفيف وحافلات نقل المسافرين، خصوصا المتوجهة أو العائدة من المدينة. وقد لوحظ انتشار قوات التدخل السريع التابعة للدرك الوطني لتفريق المتظاهرين. وقد بلغت الأمور حسب مصادر محلية حد الاعتداء على أصحاب السيارات والمركبات، وحتى تحطيم الواجهات الزجاجية لبعض السيارات، الأمر الذي استدعى تدخل وحدات مكافحة الشغب التابعة للدرك الوطني، والتي قامت بتفريق المتظاهرين رغم أن مجموعة منهم حاولت الاعتداء على رجال الدرك بالرشق بالحجارة، قبل أن تشن الجهات الأمنية حملة توقيفات واعتقالات في أوساط المشاغبين، كانت نتيجتها توقيف 11 شخصا تتراوح أعمارهم بين 22 و39 سنة، وتم اقتيادهم إلى مقر فرقة الدرك الوطني لسيدي عمار لتحرير محاضر سماع ضدهم، قبل تقديمهم أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة الحجار الابتدائية اليوم. وقال المحتجون إن منطقتهم تشهد مؤخرا أسوأ وضع في مجال التزود بالكهرباء منذ عدة سنوات، وتعاني، حسب المواطنين من انقطاعات يومية للكهرباء يدوم بعضها أكثر من ساعة، وتتزامن مع ساعة الذروة في ارتفاع درجة الحرارة من منتصف النهار إلى غاية الخامسة عندما تصل درجة الحرارة في الظل إلى 39 أو40 درجة مئوية. وبالرغم من عودة السكان الغاضبين إلى بيوتهم وإعادة فتح الطريق أمام المركبات بعد تدخل مصالح الأمن ووعود سونلغاز بالعمل على عودة الكهرباء للمنازل في أقرب الآجال إلا أن الانقطاعات المتكررة للكهرباء دامت قرابة أسبوع، وتواصلت إلى غاية صبيحة أمس، ويخشى السكان من أن تطول عملية إصلاح العطب ليومين أوثلاثة، خاصة مع اشتداد موجة الحر، ودرجة الحرارة فاقت 40 درجة.
من جهتهم احتج سكان حي سيبوس بعنابة، ليلة أول أمس، بقطع الطريق الوطني رقم 44 المؤدي إلى ولاية الطارف عبر مطار رابح بيطاط الدولي، على الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي والتي تحولت إلى عادة تمارسها مؤسسة سونلغاز بصفة يومية. وشل المتظاهرون الحركة المرورية تماما على هذا المحور باستعمال الحجارة والمتاريس وأغصان الأشجار، مطالبين بحضور الوالي لإنهاء متاعبهم مع الإمدادات بالطاقة الكهربائية. وبعد توقف حركة المركبات التي شكلت طابورا طويلا وتسببت في تذمر مستعملي الطريق طيلة ساعتين من الزمن تدخلت مصالح أمن دائرة البوني في حدود العاشرة والنصف ليلا، حيث خاضت مفاوضات ماراطونية مع ممثلي المحتجين انتهت بإقناعهم لفتح الطريق أمام السائقين.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)