الجزائر - A la une

توفيق المدني شخصية نموذجية وقيمة مضافة للثورة



توفيق المدني شخصية نموذجية وقيمة مضافة للثورة
أحمد توفيق المدني شخصية نموذجية جمعت عدة خصال، وكانت قيمة مضافة للثورة وفي بناء الجزائر غداة الاستقلال، كونها تتمتع بثقافة سياسية ونضالية قلّ نظيرها، كما ساهم في كتابة تاريخ الوطن بكل مراحله قبل وإبان الحقبة الاستعمارية وبعدها، منها كتابه الشهير»الجزائر هذه»، و»حياة كفاح»، حيث كان السفير الوحيد للجزائر في ثلاث دول تركيا، العراق وباكستان، هذا ما أكده المتدخلون أمس، متأسفين عن التقصير الذي طال الرجل، الذي لم تخلد ذكراه بإطلاق اسمه على أي مؤسسة تربوية أو حكومية أو حتى شارع من الشوارع.أشاد المؤرخ والأستاذ الجامعي محمد لحسن زغيدي، في الندوة التاريخية التي نظمتها يومية المجاهد بالتنسيق مع جمعية مشعل الشهيد بأحمد توفيق المدني تخليدا لذكراه باعتباره عضو الحكومة المؤقتة مكلف بالشؤون الثقافية وأول وزير للشؤون الدينية بعد الاستقلال، واصفا إياه بالشخصية النموذجية التي جمعت عدة خصال قل ما نجدها في الرجل الواحد وهي التشبع بالثقافة الوطنية، التعلق بمبادئ الحرية، التكوين النوعي والعالي، التمرس في السياسة والنضال مع الكتابة الصحفية المتميزة، والدراسات التاريخية.وأضاف لحسن زغيدي، أن توفيق المدني المولود في 1 نوفمبر 1898 والمنحدر من عائلة جزائرية أجبرها الاستعمار على الهجرة إلى تونس مع ثورة المقراني، جمع بين المناضل والمثقف والوطني والمسؤول السياسي، والإداري و المعلم المربي والأستاذ المحاضر والدبلوماسي المحنك والكاتب الصحفي والباحث المتمرس، حيث انضم إلى الحركة الشبانية لتحرير تونس في إطار التحرير الشمولي لشمال إفريقيا وعمره 17 سنة، نتيجة تشبعه بالقيم الوطنية، جاعلا من أفعال المستدمر الفرنسي إزاء الجزائريين قوة ورشادة في الرأي.وقال أيضا، إن الفقيد ألقي عليه القبض من طرف الإدارة الاستعمارية بتونس بسبب نشاطه النضالي وبقي 4 سنوات، وهناك تعلم قواعد النضال على حقيقته وتغير تفكيره ومفهومه للحياة وصنعت منه إنسانا جديدا تنتظره مهام جديدة، مشيرا إلى أن محامي توفيق المدني قام بتغيير تاريخ ميلاده وجعله في 16 جوان 1899 كحيلة قانونية لإخراجه من السجن وبالفعل تمكن من ذلك.وأبرز في هذا الإطار، أن توفيق المدني كان من الذين ساهموا في إنشاء الحزب الدستوري التونسي وفي النهضة الفكرية الوطنية لتونس، ودعا لتحرير تونس من الاستعمار ما دفع هذا الأخير بنفيه إلى الجزائر أين اتصل بالحركة الوطنية وكان من المحضرين لقانون وبرنامج جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، كما كان يكتب في جريدة الشهاب، التي شكل منها أول نواة للدفاع عن الجزائر، مضيفا أنه نظرا لفصاحته اللغوية وثقافته عين ممثلا دائما للجزائر في الجامعة العربية وكان خير سفير للجزائر في تركيا، العراق، وباكستان.ولما اندلعت ثورة التحرير، قال المؤرخ كلفته الحكومة المؤقتة بتوصية من مؤتمر الصومام بحقيبة الشؤون الثقافية، وبرهن أنه في مستوى المهمة، وغداة الاستقلال كان أول وزير للشؤون الدينية، كما ترك العديد من الدراسات جمعتها وزارة المجاهدين في 10 مجلدات في كتاب سمي»حياة كفاح».من جهته، أفاد محي الدين عميمور وزير الإعلام والثقافة سابقا أن الفقيد كان أستاذا في الكتابة السياسية ورجلا متواضعا، تعلم على يده أسلوب الكتابة برسائل مشفرة، ولم ينس لا التاريخ ولا الحاضر ولا المستقبل، مضيفا أن الجزائر كانت الدولة العربية الثانية التي عينت وزيرا للثقافة إدراكا لدور هذه الأخيرة، وتأسف في معرض حديثه عن التظلم والتقصير الذي طال الرجل قائلا:» نحن مسؤولون جميعا عن التقصير في حق الرجل، لا توجد أي مؤسسة علمية أو شارع يحمل اسم توفيق المدني».


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)