الجزائر

تفكيك شبكة إرهابية تُجنّد شباب الجنوب ل "معركة مالي"


تقارير أمنية تشير إلى سعي القاعدة لنقل اعتدائها إلى شمال الجزائر
رفيق شلغوم
كشفت مصادر مطلعة ل«البلاد"، أن القوات الأمنية المتخصصة في مكافحة الإرهاب، وبالتنسيق مع جهاز الاستعلامات العامة والأمن الوطني، تمكنت من إفشال مخطط إرهابي جديد كان يسعى من خلاله تنظيم ما يسمى “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" إلى تنفيذه في ولايات الجنوب الجزائري، خاصة بتمنراست وغرداية والبيض.
وأشارت مصادرنا إلى أن الأجهزة الأمنية تمكنت من إلقاء القبض على 12 شخصا خلال 24 ساعة الأخيرة، أربعة منهم إرهابيون تائبون وأربعة آخرون يشتغلون في التهريب وباقي أفراد المجموعة من الشباب المتبني للفكر السلفي الجهادي المتشدد، كانوا يشكلون شبكة دعم وإسناد حقيقية لتنظيم القاعدة، مهمتها الأساسية تجنيد شباب الجنوب واللعب على عقولهم باستعمال ورقة الخطاب الديني في محاولة من أفراد هذه الشبكة الإرهابية إقناعهم بأن التدخل العسكري الذي تريد دول “الإكواس" في شمال مالي ضد الجماعات الإرهابية المتمركزة بالساحل وبدعم واضح وصريح من فرنسا، هي حرب صليبية على الإسلام والمسلمين وبالتالي من الواجب الشرعي على الشباب الالتحاق بالتنظيمات التي ترفع راية الجهاد بمنطقة الساحل.
وحسب المصادر ذاتها، فإن 8 أشخاص من المجموعة كانت مهمتهم الأساسية اللعب بعقول الشباب من أبناء ولايات الجنوب خاصة من الولايات الثلاث المذكورة وتجنيدهم بكل الطرق لما أطلق عليه التنظيم الإرهابي تسمية “معركة شمال مالي".
وحسب المصدر فإن المصالح الأمنية وصلتها تقارير أمنية معدة من طرف ضباط تابعين لمديرية الاستعلامات العامة تشير إلى تحركات كبيرة من طرف تنظيم القاعدة لتوجيه ضربة إلى إحدى المنشآت الأمنية أو الحكومية داخل المدن الكبرى سواء كانت ساحلية أو داخلية، وأن أكبر الولايات المستهدفة من طرف التنظيم الإرهابي هي العاصمة لما تمثله من ثقل إعلامي وسياسي كبيرين وذلك في محاولة من الإرهابيين لنقل تحركاتهم واعتداءاتهم إلى الشمال، بعد تشديد مصالح الأمن المشتركة الخناق على تحركات التنظيم بالحدود الجنوبية وهو ما تسبب في حالة اختناق حقيقي لعناصر التنظيم الإرهابي بسبب الحصار المضروب عليه من طرف المصالح الأمنية وقوات الجيش الوطني الشعبي.
على صعيد آخر كشفت مصادر محلية من مدينة “سمقي النيجيرية" أن شهود عيان لاحظوا عملية إنزال مرتزقة أفارقة وراء القواعد العسكرية الجزائرية والمركز الحدودي النيجيري التابع للمدينة والذي يبعد 16 كلم عن مدينة عين ڤزام.
ومن المتوقع حسب المصادر أن يتلقى هؤلاء الأفارقة الذين يكونون قد تلقوا أموالا بالعملة الصعبة قد جمعتهم فرنسا من بعض البلدان الإفريقية الفقيرة لإخضاعهم إلى تدريبات عسكرية من طرف القوات الخاصة الفرنسية المتواجدة بكل من السنيغال وجيبوتي والغابون وساحل العاج، خاصة أن العديد من المصادر جزمت ل«البلاد" بأن القواعد العسكرية الفرنسية المتواجدة بهذه الدول الإفريقية وبأوامر من قيادتها هي من قامت بعملية حشد هؤلاء المرتزقة مستغلة حاجتهم المالية، إذ من المنتظر أن تقوم القوات الفرنسية بتدريبهم خلال الخمسة والأربعين يوما المتبقية كمهلة ممنوحة من طرف مجلس الأمن لجميع الأطراف بمالي لإيجاد حل سلمي ومرض قبل منح الموافقة الأممية لدول “الإكواس" للتدخل العسكري بمنطقة الساحل ضد الجماعات التي تسمي نفسها جهادية بالمنطقة. وهو التدخل العسكري الذي يراه الكثير من المراقبين والمتتبعين للتطورات التي تعرفها منطقة الساحل يدخل في خانة خدمة المصالح الفرنسية أكثر من أي دولة أخرى، وقد يتسبب في كارثة إنسانية على الحدود الجنوبية للجزائر.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)